stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس : بالنظر إلى العذراء مريم نحوّل حياتنا إلى عطيّة

411views

١٢ ديسمبر 2020

الفاتيكان نيوز

كتبت رحيل فوكيه من المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر

“إنَّ الله يقدم نفسه دائمًا بوفرة، ويعطي دائمًا بوفرة” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي بمناسبة الاحتفال بعيد العذراء مريم سيّدة غوادالوبي

ترأس قداسة البابا فرنسيس ظهر السبت في بازيليك القديس بطرس القداس الإلهي بمناسبة الاحتفال بعيد العذراء مريم سيّدة غوادالوبي شفيعة أمريكا اللاتينية وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة عفويّة قال فيها: تسلط الليتورجيا اليوم الضوء بشكل رئيسي على ثلاث كلمات وثلاثة مفاهيم: الوفرة والبركة والعطاء. وبالنظر إلى صورة العذراء سيّدة غوادالوبي، نرى انعكاس هذه الحقائق الثلاثة بشكل كامل: الوفرة والبركة والعطاء.

تابع البابا فرنسيس يقول الوفرة، لأن الله يقدم نفسه دائمًا بوفرة، ويعطي دائمًا بوفرة. هو لا يعرف الجرعات: هو يسمح بأن نأخذ جرعات من صبره، ولكن لأننا – بطبيعتنا ومحدوديّتنا – نحتاج إلى “الأقساط المريحة”، بينما هو يبذل نفسه بوفرة وبشكل كامل. وبالتالي حيث يوجد الله توجد الوفرة. وفي التأمّل حول سر الميلاد، والليتورجيا […] نجد لدى النبي أشعيا الكثير من فكرة الوفرة هذه. إنَّ الله يعطي ذاته بشكل كامل، كما هو، بالكامل. إنَّ السخاء – ويطيب لي أن أفكّر هكذا – هو أحد حدود لله -: إذ يستحيل له أن يعطي ذاته بطريقة مختلفة غير الوفرة.

من ثمَّ أضاف الحبر الأعظم يقول الكلمة الثانية، هي البركة: لقاء مريم بأليصابات هو بركة. أن نبارك يعني “أن نقول حسنًا”، وقد عوّدنا الله، ابتداء من الصفحة الأولى من سفر التكوين، على أسلوبه هذا في أن “يقول حسنًا”. فالكلمة الثانية التي ينطق بها، بحسب الكتاب المقدس، هي: “… وكان حسنًا”. لذلك، فإن أسلوب الله هو أن يقول حسنًا على الدوام، ولهذا السبب فإن اللعنة هي أسلوب الشيطان، وأسلوب العدو، وأسلوب اللؤم، وعدم القدرة على تقدمة الذات بشكل كامل، و “قول الشر”. إن الله يقول حسنًا على الدوام، ويقول ذلك بحماسة، ويقول ذلك بتقدمة ذاته: يبذل نفسه بوفرة ويبارك.

تابع الأب الأقدس يقول الكلمة الثالثة هي العطاء. إنّ هذه الوفرة، وهذا القول الحسن، هو عطية، إنه هبة. عطيّة تُعطى لنا، وهي نعمة بأكملها، إنها منه وهي إلهيّة بكاملها، في المبارك؛ إنها عطيّة تُعطى لنا في هذه “الممتلئة نعمة”، “المباركة”. المبارك بحسب الطبيعة والمباركة بحسب النعمة: هما المرجعان اللذان يدلنا عليهما الكتاب المقدس. يقال لها “مباركة بين النساء، وممتلئة نعمة”؛ يسوع هو المبارك الذي يحمل البركة. وبالنظر إلى هذه الصورة لأمنا التي تنتظر المبارك، هي “الممتلئة نعمة” التي تنتظر “المبارك” … ربما يمكننا أن نفهم القليل من هذه الوفرة، ومن أن نقول حسنًا، أي أن نبارك، ونفهم مفهوم العطية المجانية. عطيّة الله التي تُقدَّم لنا في وفرة ابنه، بطبيعته، وفي وفرة أمه، بالنعمة. هذه هي العطيّة التي يقدّمها الله لنا والتي يريد أن يؤكدها باستمرار، وأن يوقظها باستمرار في الوحي: “مباركة أنت بين النساء، لأنك حملتِ لنا المبارك” – “أنا والدة الله لأنه حيّ، إنه واهب الحياة، المبارك”.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول بالتأمل في صورة أمنا، لنطلب اليوم من الله القليل من هذا الأسلوب الذي لديه: السخاء والوفرة، أن نقول “حسنًا”، ولا نلعن أبدًا، ونحول حياتنا إلى عطية، عطيّة للجميع.