stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس : لا تخافوا من محدوديّتكم لأن هناك سوف يكلمكم الروح

555views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

17 مايو 2021

كتب : فتحي ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

“لا يمكن الحفاظ على الموهبة التأسيسية بدون الشجاعة الرسولية، أي بدون السير، وبدون تمييز وبدون صلاة” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في رسالة الفيديو التي وجّهها بمناسبة الأسبوع الوطني الخمسين لمعاهد الحياة المكرّسة

بمناسبة الأسبوع الوطني الخمسين لمعاهد الحياة المكرّسة وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المشاركين قال فيها أرغب في أن أشكر علنًا الأب أكويلينو، الكاهن، والراهب، الذي لم يتوقف عن كونه راهبًا وكاهنًا، والذي يخدم الكنيسة دائمًا بهذه الطريقة. أرغب في أن اشكر أيضًا هذا الزرع المستمر للقلق من أجل فهم غنى الحياة المكرسة وجعلها تُثمر. وليس فهمها فقط وإنما عيشها أيضًا، ليس فقط كنظرية، لا، وإنما كممارسة. ولذلك أشكر الكاردينال أكويلينو علنًا على هذا كلّه.

تابع البابا فرنسيس يقول أرى البرنامج، وأرى أن هناك أشخاصًا لديهم الكثير من الخبرة في الحياة المكرّسة، وخبرة عالمية، وخبرة للمحدوديّة. على سبيل المثال، رئيسة إتحاد المكرّسين في أمريكا اللاتينية، الأخت ليليانا تعرف محدوديّة أمريكا اللاتينية، التي ظهرت كثيرًا في السينودس من أجل منطقة الأمازون؛ أو الكاردينال كريستوبال، من الرباط الذي يعرف المحدوديّة مع العالم الإسلامي. والعديد من المشاركين الآخرين من وجهات نظر مختلفة.

أضاف الحبر الأعظم يقول تعجبني الرسالة، وأنا أرى الآن البرنامج للمرّة الأولى. وأريد أن أخبركم أنني قريب منكم في عيش هذا الأسبوع الوطني الخمسين لمعاهد الحياة المكرسة. إنَّ الحياة المكرسة، تُفهم في المسيرة، كما هو الحال دائمًا. تُفهم من خلال تكريس ذواتنا يوميًّا. وتُفهم في الحوار مع الواقع. عندما تفقد الحياة المكرسة هذا البعد من الحوار مع الواقع والتأمُّل حول ما يحدث، تبدأ في أن تصبح عقيمة. أسأل نفسي حول عقم بعض معاهد الحياة المكرسة، فأرى أن السبب بشكل عام يكمن في غياب الحوار والالتزام بالواقع. لذلك لا تهملوا هذا الأمر، لأنَّ الحياة المكرسة هي على الدوام حوار مع الواقع. قد يقول لي أحدكم “نعم، إن هذا الشكل هو حديث الآن”… لا! لنفكّر في القديسة تريزا. إن القديسة تريزا قد رأت الواقع وقامت بخيار إصلاح وسارت إلى الأمام. من ثمَّ وخلال المسيرة كان هناك محاولات لتحويل ذلك الإصلاح إلى انغلاق وهذا الأمر موجود على الدوام. ولكنَّ الإصلاح هو مسيرة على الدوام، إنه مسيرة في اتصال مع الواقع وأفق تحت نور الموهبة التأسيسية. وفي هذه الأيام، ساعدت هذه اللقاءات، وهذه الأسابيع من الحياة المكرسة على تبديد الخوف.

تابع الأب الأقدس يقول ومن المحزن أيضًا أن نرى كيف أن بعض المعاهد، ولكي تبحث عن أمانٍ معيَّن، لتكون قادرة على السيطرة على نفسها، قد وقعت في أيديولوجيات من نزعاتٍ متعدِّدة. عندما تعيد رهبنة ما صياغة موهبتها وتحويلها إلى أيديولوجية، فإنها تفقد هويتها وتفقد خصوبتها. إن الحفاظ على الموهبة التأسيسية حية يعني إبقائها في مسيرة ونمو، في حوار مع ما يقوله الروح القدس لنا في تاريخ الأزمنة، في الأماكن، وفي مراحل ومواقف مختلفة. إنه يفترض التمييز ويفترض الصلاة. لا يمكن الحفاظ على الموهبة التأسيسية بدون الشجاعة الرسولية، أي بدون السير، وبدون تمييز وبدون صلاة. وهذا ما تحاولون القيام به هذا الأسبوع. هذا ليس مجرَّد لقاء لكي نعزف على الجيتار ونقول “ما أجمل الحياة المكرّسة”، لا، – نعم، إعزفوا على الجيتار من وقت لآخر لأنه من الجيد أن تُغنّوا، إنه أمر جيد ويساعدكم، كما يقول القديس أوغسطينوس، “أنشد وسِر”، إنه أمر جيد ويساعدكم، ولكنّه ايضًا لقاء لكي نحاول معًا ألا نضيع في الشكليات، والأيديولوجيات، والمخاوف، والحوارات مع أنفسنا وليس مع الروح القدس.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول لا تخافوا من محدوديّتكم! لا تخافوا من الحدود! لا تخافوا من الضواحي! لأن هناك سوف يكلمكم الروح القدس. ضعوا أنفسكم “في نطاق” الروح القدس. وهذه الأسابيع ستساعدكم بالتأكيد لكي تضعوا أنفسكم في “النطاق”. ليبارككم الله ولتحفظكم العذراء مريم، وإن بقي لديكم القليل من الوقت أسألكم أن تصلّوا من أجلي.