stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: لنرفع صلاتنا إلى الله بشجاعة

897views

04 أبريل 2019

“عندما نصلّي علينا أن نفكّر أننا نقوم بذلك مع يسوع” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

الصلاة بشجاعة، وجهًا لوجه مع الرب، لا بشكل فاتر وإنما بكل ما أوتينا به من قوّة هذه هي الدعوة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي تمحورت حول الصلاة أحد الأساليب الثلاثة بالإضافة إلى الصوم وأعمال المحبة التي من خلالها نستعدُّ في الصوم للاحتفال بعيد الفصح. ولكي نفهم ما تقوم عليه صلاة الشفاعة ذكّر الأب الأقدس ببعض شخصيات الكتاب المقدّس: موسى، إبراهيم وحنّة والدة صموئيل والمرأة الكنعانيّة، وقال تقدّم لنا القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من سفر الخروج صلاة الشفاعة التي رفعها موسى من أجل الشعب. في الواقع وبسبب عجل الذهب الذي صنعه الشعب وسجد له قال الرب لموسى: “الآنَ دَعني، يَضطَرِمُ غَضَبي علَيهم فأُفْنيهِم”؛ لكن موسى تضرّع إلى الرب لكي يرحمهم وحاول أن يقنع الله بتواضع وإنما بحزم لكي يتراجع عن غضبه، وذكّره بوعوده لإبراهيم وإسحق ويعقوب بأن يجعل نسلهم كنجوم السماء.

تابع الأب الأقدس يقول في القراءة الأولى أيضًا يقول الرب لموسى: “وأَجعَلُكَ انت أُمَّةً عَظيمةً”، لكن موسى تشفّع للشعب، ونجد في الكتاب المقدّس مقاطع عديدة حول هذه الشفاعة. مثل آخر نجده عندما قال الرب لإبراهيم أنّه يريد أن يدمّر سادوم، وكان لإبراهيم حفيد يقيم فيها ولذلك أراد أن يخلّصها وسأل الرب أن يعفي عنها إذا وجد فيها ثلاثين بارًا، ومن ثمَّ عشرين وبعدها عشرة أبرار. وأجابه الرب أنّه لا يهلك المدينة إن وجد هؤلاء الأبرار، ولكن في النهاية وحدها عائلة حفيده كانت بارة.

بعدها أشار البابا فرنسيس إلى أساليب شفاعة أخرى يقدّمها لنا الكتاب المقدّس، على سبيل المثال حنّة والدة صموئيل التي كانت تتمتم الصلاة بصمت أمام الرب فظنَّ الكاهن أنّها سكرى، ولكنَّ حنّة كانت تصلّي لكي يعطيها الرب طفلاً. إنّه يأس المرأة التي تتشفّع أمام الله، من ثم نجد في الإنجيل أيضًا امرأة شجاعة لا تستعمل الاقناع وإنما إصرارها الصامت وهي المرأة الكنعانية التي تطلب شفاء ابنتها التي كان الشيطان يعذّبها. قال لها يسوع في البداية إنّه لَم يُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل، وإنّه لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب. ولكنّها لم تخف ولم تتراجع بل قالت ليسوع: “نَعم، يا رَبّ! فصِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها”. هذه المرأة لم تخف ونالت ما أرادته.

أضاف الحبر الأعظم يقول هناك العديد من أمثلة صلاة الشفاعة في الكتاب المقدّس ونحن بحاجة لشجاعة كبيرة لنصلّي هكذا. فالصلاة تحتاج للحريّة والشجاعة للتكلّم مع الله وجهًا لوجه. غالبًا عندما نرى كيف يكافح هؤلاء الأشخاص مع الرب ليحصلوا على ما يطلبونه قد نعتقد أنّهم يصارعون الله لكي يحصلوا على مبتغاهم، ولكنّهم يقومون بذلك لأنّهم يؤمنون أنّ الرب قادر على منحهم النعمة. هناك حاجة لشجاعة كبيرة لنصلّي بهذه الطريقة، ولكن غالبًا ما نكون فاترين؛ وإذا طلب منا أحدهم الصلاة نتلو مرتين “صلاة الأبانا” و”السلام عليك يا مريم” ومن ثمَّ ننسى… ولكنَّ الصلاة الحقيقيّة ليست هكذا. إنَّ الناس في حديثها اليومي تستعمل كلمة معبّرة جدًّا عندما تريد أن تبلغ شيئًا ما: “سأبذل ما بوسعي أو سأقوم بذلك بكل ما أوتيت من قوّة”، وهذا الأمر يصلح أيضًا في صلاة الشفاعة. علينا أن نتحلّى بالشجاعة للمضي قدمًا، قد يساورنا الشك أحيانًا إن كان الرب يصغي إلينا أم لا ولكننا نملك ضمانة أكيدة وهو يسوع الشفيع الأكبر.

تابع البابا فرنسيس يقول إنّ يسوع الذي صعد إلى السماء هو أمام الآب ويشفع بنا على الدوام تمامًا كما وعد بطرس، قبل آلامه، بأن يصلّي له لكي لا ينقص إيمانه. هذه هي شفاعة يسوع هو يصلّي من أجلنا في هذه اللحظة. وعندما أصلّي إن كان بالإقناع أو بتمتمة الشفاه هو يأخذ صلاتي ويقدّمها إلى الآب. إن يسوع لا يحتاج لأن يتكلّم أمام الآب هو يريه جراحه، والآب يراها ويمنح النعمة. ولذلك عندما نصلّي علينا أن نفكّر أننا نقوم بذلك مع يسوع كذلك أيضًا عندما نرفع صلاة الشفاعة: يسوع هو شجاعتنا، يسوع هو ضمانتنا وهو في تلك اللحظة يشفع فينا.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ليمنحنا الرب نعمة المضي قدمًا في هذه المسيرة ونعمة أن نتعلّم أن نتشفّع للآخرين. وعندما يطلب منا أحد ما أن نصلّي من أجله لنقم بذلك بجديّة في حضور يسوع ومع يسوع الذي يشفع لنا جميعًا عند الآب.

نقلا عن الفاتيكان نيوز