stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: لنصغِ إلى صرخة الناس

922views

‏10 مايو 2019‏
في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران في روما شجّع البابا فرنسيس أبرشيّة روما ‏على اتباع الهامات الروح القدس وعلى تقديم التطويبات كجواب لصرخة ‏المدينة‎.‎
موضوعان أساسيّان ركّزت عليهما أبرشيّة البابا فرنسيس خلال مسيرتها ‏الراعوية لهذا العام: الذكرى والمصالحة، وفي ختام المسيرة التي بدأتها الرعايا ‏خلال زمن الصوم حول موضوع: “الإصغاء إلى المدينة”، إلتقت الرعايا راعيها في ‏بازيليك القديس يوحنا اللاتيران واستمعت إلى كلمات الاب الأقدس الذي ‏وبفضل إرشاداته وعنايته سيتمُّ وضع الأسس للمراحل المستقبليّة‎.‎
استهلّ البابا فرنسيس كلمته متحدِّثًا عن التجربة الأولى وهي تنظيم الأبرشيّة ‏والرعايا وقال يشكّل هذا الامر عودة إلى النظر إلى أنفسنا وإلى داخلنا. ربما ‏نكون قد نظّمنا كلَّ شيء ولكن هذا الأمر يعني إخضاع قلوب الناس والشباب ‏وإخضاع العائلات وستكون عندها الخطيئة الأعظم لأنها خطيئة روح العالم. إن ‏الأمر لا يتعلّق بالتنظيم وبالتالي لا يجب أن نخاف من عدم التناسق أو عدم ‏التوازن، لأنّ هذا ما يقوله لنا الرب. أنظروا مثلاً إلى التطويبات هي تستحق ‏جائزة نوبل لعدم التوازن. وذكّر البابا في هذا السياق كيف غضب الرسل عندما ‏مال النهار وكان الناس لا يزالون يستمعون إلى يسوع فطلبوا منه أن يرسلهم ‏إلى بيوتهم، وهذه هي تجربة عدم التوازن، واعتقد أن هناك بدأت تجربة ‏الإكليروسيّة: ليذهبوا… فيكون عندنا هكذا أبرشيّة نظامية وعمليّة. صحيح نحن ‏ننظم لقاءات كثيرة ولكن لا يجب أن ننسى أنّه لكي يكون هناك سينودس نحن ‏بحاجة للروح القدس الذي يأتي ويقلب المعايير‎.‎
تابع الأب الأقدس يقول ماذا يطلب الناس من الرب؟ غالبًا ما لا نسمع ‏الأشخاص نحن أيضًا لأننا توقّفنا عن الإصغاء بالقلب فنصبح هكذا أصمّاء على ‏صرخة المدينة. وحث البابا في هذا السياق المؤمنين لكي يعيدوا قراءة كلمته ‏التي وجّهها للمشاركين في المؤتمر الكنسي في فلورنسا في العاشر من ‏تشرين الثاني لعام ٢٠١٥ والتي مع الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل تعبّر عن ‏مخطط الكنيسة لروما ولإيطاليا بأسرها. وقال هناك عنصران ينبغي علينا أن ‏ننطلق منهما مجدّدًا وأولهما التواضع، لأنّه عندما يريد الرب أن يحوّل كنيسته ‏يأخذ الأصغر ويضعه في الوسط ويدعو الجميع ليصبحوا بدورهم صغارًا ويتواضعوا ‏على مثاله. إن إصلاح الكنيسة يبدأ بالتواضع وينمو مع الإهانات. هكذا يحبط ‏الرب كل طموح عظمة قد يسيطر علينا، لأنّه وحده الذي يتبع يسوع ويصبح ‏كالطفل بإمكانه أن يساهم في ملكوت الله، أما الذي يبحث عن مجده الخاص ‏فلن يتمكن من التعرّف على يسوع في الصغار لأنه لا يملك آذانًا ولا عيونًا ‏للآخرين. فالويل لمن يحتقر أو يزدري الصغار، حتى عندما تكون تصرفاتهم بعيدة ‏عن الإنجيل لأنّه لا يوجد شيء يمكنه أن يبرر احتقارنا لهم‎.‎
أما العنصر الثاني تابع الحبر الأعظم يقول فهو اللامبالاة، وتساءل في هذا ‏السياق هل لدينا مصالح شخصيّة نحن الحاضرين هنا في هذا المساء؟ على ‏سبيل المثال هل يقلقنا مستقبل معهدنا أو إجماع الرأي الاجتماعي، أو ما ‏سيقوله الناس عنا؟ هل نحن متعلِّقون بالسلطة التي نمارسها على ‏الأشخاص في حيِّنا؟ إنَّ الروح القدس لا يفهم التوازن. إنَّ اللامبالاة وعدم ‏الاهتمام بأمورنا وبذواتنا هو الشرط الضروري للاهتمام بالآخرين والإصغاء إليهم ‏فعلاً. إنَّ الراعي الصالح يترك التسعة والتسعين خروفًا ليذهب بحثًا عن الخروف ‏الضائع، أما نحن فغالبًا ما نكون مهووسين بالخراف القليلة التي بقيت في ‏الحظيرة ونقضي وقتنا في تمشيط صوفها. ليعطنا الرب شجاعة من لا مصالح ‏له وينظر بمحبّة إلى حياة الآخرين‎.‎
بعدها تحدّث البابا فرنسيس عن التطويبات التي تشكّل رسالة مسيحيّة وإنما ‏إنسانيّة أيضًا، تجعلنا نعيش ونسير قدمًا، واختبارها يعني أننا تعلّمنا أين تكون ‏الحياة الحقيقيّة، لأن التطويبات تجرّدنا وتجعلنا خفيفين في إتباع يسوع الذي ‏يطلب منا ألا نكون حجر عثرة للصغار. كذلك يمكننا أن نقدم درب التطويبات ‏للأشخاص الضعفاء لأننا قد اختبرناها أي لأننا اختبرنا الفرح والرحمة وحياة ‏العائلة حيث يتمُّ قبولنا بما نحن عليه. وذكر البابا في هذا السياق بكلمتين ‏بدأتا بالانقراض: الوداعة والحنان، وأضاف إن التطويبات لم تصبح بعد نقطة قوّتنا ‏ولكن علينا أن نقدّم لمواطنينا نقطة قوّة الإنجيل، وبالتالي لا يجب أن نقع في ‏اللامبالاة ولا حتى في الادعاء لكي لا نسمع كلمات يسوع: لست بحاجة لكم‎.‎
تابع الأب الأقدس مؤكِّدًا أن الإرشاد الرسولي “إعلان الإنجيل” والإرشاد ‏الرسولي “فرح الإنجيل” هما الوثيقتان اللتان ينبغي العودة إليهما وشدّد على ‏نقطتين تشكلان الواجبين اللذين يوكلهما إلى أبرشيّته: الأول النظر بشكل ‏تأمُّلي إلى الأشخاص الذين يعيشون في المدينة لنفهم كيف يعيشون وبماذا ‏يشعرون وبماذا يفكّرون فنجمع هكذا قصص حياة ونلمس الواقع الذي يعيشونه. ‏من ثمّ، وهذا الواجب الثاني، النظر بشكل تأمّلي إلى الثقافات الجديدة التي ‏تعيش في المدن، لأن الأطر الحَضَريّة هي التي تنتج ثقافات جديدة في الخير ‏كما في الشر كالفساد والمخدرات والاستغلال والتمييز. وختم البابا فرنسيس ‏كلمته بالقول تنبهوا جدًّا من التمييز الذي بدأ ينمو في أوروبا ويزرع الخوف لأن ‏هناك الكثير من الأمور الجميلة في المدن والعديد من اللقاءات بين الأشخاص ‏والمجموعات. وليبارك الرب إصغاءنا إلى المدينة‎. ‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز