stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: ليمنح الرب شعبه الفطنة إزاء الوباء

836views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

28 أبريل 2020

في عظته مترئسًا القداس الإلهي البابا فرنسيس يصلّي من أجل شعب الله لكي يكون طائعًا للتدابير حتى نهاية الحجر الصحّي لكي لا ينتشر الوباء مجدّدًا، ويدعو المؤمنين لكي لا يسقطوا في الثرثرة والاغتياب اللذان يسببان أحكامًا خاطئة على الأشخاص.

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الثلاثاء القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان توجّه خلاله بفكره إلى تصرّف شعب الله إزاء الوباء وقال في هذا الزمن الذي بدأت فيه تدابير الخروج من الحجر الصحّي، لنرفع صلاتنا إلى الرب لكي يمنح شعبه ويمنحنا جميعًا نعمة الحكمة والطاعة للتدابير لكي لا ينتشر الوباء مجدّدًا.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من كتاب أعمال الرسل والتي تخبرنا عن اسطفانوس الذي خاطب بشجاعة الشَّعب والشُّيوخ والكَتَبَة الذين حكموا عليه بشهادات كاذبة ودَفعوهُ إِلى خارِجِ المَدينة ورجموه، وقال البابا هكذا أيضًا فعلوا مع يسوع لقد حاولوا إقناع الشعب بأنّه يجدِّف. إنّ الانطلاق من شهادات كاذبة لتحقيق العدالة هو مجرّد وحشيّة. ويحصل هذا الأمر في يومنا أيضًا عندما يتمُّ الاتفاق على تحطيم سياسيٍّ ما قبل الانتخابات. هكذا فعلوا مع اسطفانوس استعملوا الشعب الذي تمَّ خداعه والتلاعب به. وهكذا يحصل مع شهداء اليوم وعلى سبيل المثال ما حصل مع آسيا بيبي التي بقيت في السجن لسنوات عديدة لأنّه حكم عليها افتراءًا. إزاء موجة الأخبار المزيّفة التي تخلق آراء مختلفة غالبًا ما لا نتمكّن من فعل أي شيء. أفكّر على سبيل المثال بمحرقة اليهود حيث تمّ َخلق أفكار ضدّ شعب للتخلص منه. من ثم هناك “القتل” اليومي من خلال الحكم على الأشخاص وتشويه سمعتهم، قتل الثرثرة والاغتياب الذي يخلق أفكارًا للحكم على الأشخاص. أما الحقيقة فهي واضحة وشفّافة، إنها شهادة الحق وما نؤمن به. لنفكر في ألسنتنا: غالبًا ما نسبب القتل من خلال التعليقات التي نبدأ بها، لقد رأينا حتى في مؤسساتنا الكنسية ما يحصل بسبب الثرثرة.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد سمعنا في القراءة الأولى خلال هذه الأيام حدث استشهاد اسطفانوس: حدث الأمر بطريقة بسيطة: لَم يَستَطيع علماء الشريعة أَن يُقاوِموا ما في كَلامِ اسطفانوس مِنَ الحِكمَةِ والرُّوح، فذهبوا ورَشَوْا أُناسًا لِيَقولوا إِنَّهم سَمِعْوه يُجَدِّف على موسى وعلى الله، وبعد ذلك دَفعوهُ إِلى خارِجِ المَدينة وأَخَذوا يَرجُمونَه: هكذا بكل بساطة. إنّه أسلوب في التصرّف وليس أمرًا جديدًا بالنسبة لهم فهكذا قد فعلوا مع يسوع أيضًا. أقنعوا الشعب بأنّه مجدّف وراح الشعب يصرخ “إصلبه”. إنّ الانطلاق من شهادات كاذبة لتحقيق العدالة هو مجرّد وحشيّة ونجد في الكتاب المقدّس العديد من الأمثلة: هكذا فعلوا مع سوسنة، ومع نابوت اليزراعيلي وكذلك حاول أن يفعل هامان مع شعب الله… أخبار كاذبة وافتراءات أثارت الشعب ليطالبوا بتحقيق العدالة، ولكنه قتل حقيقي.

أضاف الحبر الأعظم يقول وهكذا أخذوه إلى القاضي لكي يحكم بشكل شرعي في الأمر ولكن يجب على القاضي أن يكون شجاعًا جدًّا لكي يعارض حكمًا قد تم الإعداد له سابقًا، وهذه هي حال بيلاطس: لقد رأى بيلاطس بوضوح أن يسوع بريء ولكنّه إذ رأى موقف الشعب غسل يديه. إنه أسلوب من أساليب الفقه، ونراه اليوم ايضًا في بعض البلدان، عندما يتمّ التحضير لانقلاب ضد الدولة أو عندما يتمّ التحضير لتحطيم سياسي معيّن لكي لا يصل إلى الانتخابات، هذه هي الطريقة: أخبار كاذبة وافتراءات ومن ثمّ يقع ضحيّة أحد القضاة المترّسين بالفقه ومن ثمّ يأتي الحكم. إنه قتل اجتماعي؛ وهذا ما تمَّ فعله مع اسطفانوس وهكذا تمّت محاكمته.

تابع البابا فرنسيس يقول هذا الأمر يحصل أيضًا مع شهداء اليوم، لنفكّر على سبيل المثال بآسيا بيبي التي رأيناها في السجن لمدّة عشر سنوات لأنّه حُكم عليها افتراءًا وأراد الشعب موتها. إزاء موجة الأخبار المزيّفة التي تخلق آراء مختلفة غالبًا ما لا نتمكّن من فعل أي شيء: لا يمكننا فعل أي شيء. أفكر كثيرًا أيضًا بمحرقة اليهود. لقد كانت المحرقة حالة فريدة من نوعها لقد تمَّ خلق أفكار ضدّ شعب ومن ثمّ كان من الطبيعي أن يكون القرار: “نعم فليُبادوا”. إنّه أسلوب للتخلُّص من الأشخاص الذين يزعجوننا. جميعنا نعرف أن هذا الأمر ليس جيّدًا، ولكن ما لا نعرفه هو أن هناك نوع من القتل اليومي الصغير الذي يحكم على الناس ويشوّه سمعتهم ويهمّشهم، وهذا القتل هو الثرثرة والاغتياب، وغالبًا ما نسمع من يتحدّث بالسوء عن شخص ما: “هذا الشخص ليس شخصًا صالحًا”، فيجيب الآخر: “صحيح ويقال أيضًا كذا وكذا…”؛ وبهذا الـ “يُقال” يتمّ خلق أفكار تساهم في تدمير هذا الشخص.

أضاف الأب الاقدس يقول أما الحقيقة فهي أمر آخر، الحقيقة هي الشهادة للحق وللأمور التي نؤمن بها. الحقيقة واضحة وشفّافة، ولا تسمح بالضغوطات. لننظر إلى اسطفانوس الشهيد، الشهيد الأول بعد يسوع. لنفكّر بالرسل: جميعهم قد قدّموا شهادتهم؛ لنفكّر أيضًا بالعديد من الشهداء – بما فيهم الشهيد الذي نحتفل اليوم بعيده القديس بييترو شانيل – الذي استشهد بسبب الافتراءات والثرثرة. لنفكّر بألسنتنا: غالبًا ما نسبب القتل من خلال التعليقات التي نبدأ بها، لقد رأينا حتى في مؤسساتنا الكنسية ما يحصل بسبب الثرثرة. وخلص البابا فرنسيس إلى القول ليساعدنا الرب لكي نكون عادلين في أحكامنا وألا نبدأ أو نتابع بهذا الحكم الجماعي الذي يولّده الاغتياب والثرثرة.