البابا فرنسيس: مقياس محبة الله أن نحب بلا مقياس
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس وألقى كلمة استهلها قائلا: يُحتفل هذا الأحد في إيطاليا وبلدان كثيرة أخرى، بعيد جسد المسيح ودمه. تجتمع الجماعة الكنسية حول الافخارستيا لتعبد الكنز الأثمن الذي تركه لها يسوع. إن إنجيل يوحنا يقدّم لنا خطاب يسوع حول “خبز الحياة” في مجمع كفرناحوم حيث قال ” أنا الخبزُ الحيُّ الذي نزَل من السماء، من يأكلْ من هذا الخبز، يحي للأبد. والخبز الذي أُعطيه أنا هو جسدي أبذلهُ ليحيا العالم” (يوحنا 6، 51). وأضاف الحبر الأعظم يقول: يؤكد يسوع أنه لم يأت إلى هذا العالم ليقدّم شيئًا، إنما ليبذل ذاته، حياته، كغذاء لكل مَن يؤمن به. وهذه الشركة مع الرب تُلزمنا نحن تلاميذه، بأن نقتدي به ونجعل من حياتنا، ومن خلال تصرفاتنا، خبزا مكسورا من أجل الآخرين.
تابع البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أنه، وفي كل مرة نشارك فيها بالقداس الإلهي ونتغذى من جسد المسيح، يعمل حضور يسوع والروح القدس فينا فنتصرف بحسب الإنجيل، بدءا من الطاعة لكلمة الله، فالأخوّة بيننا، شجاعة الشهادة المسيحية، المحبة الخلاقة والقدرة على تقديم الرجاء لليائسين. وبهذا الشكل ـ أضاف الحبر الأعظم ـ تنمّي الافخارستيا أسلوب حياة مسيحيا. فمحبة المسيح التي نقبلها بقلب منفتح تبدّلنا وتحوّلنا وتجعلنا قادرين على أن نحب الآخرين، ونحب مَن لا يحبنا أيضا، ونقاوم الشر بالخير، ونغفر ونتقاسم، وتُصبح حياتنا أيضا “خبزا مكسورا” من أجل أخوتنا. ومن خلال حياتنا هذه، نكتشف الفرح الحقيقي! فرح العطاء. وذكّر البابا فرنسيس بعدها بأن مقياس محبة الله أن نحب بلا مقياس. ومن خلال إتباع يسوع، وفي الافخارستيا، نجعل من حياتنا عطية. وختم الحبر الأعظم كلمته قائلا: نسأل مريم العذراء أن تساعدنا لنكتشف مجددا جمال الافخارستيا ونجعلها محور حياتنا، لاسيما في قداس الأحد وفي العبادة.
وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا كلمة قال فيها: يُحتفل في السادس والعشرين من حزيران يونيو باليوم العالمي لضحايا التعذيب. وللمناسبة أجدد إدانتي الشديدة لكل شكل من أشكال التعذيب وأدعو المسيحيين للالتزام في التعاون من أجل إلغائه ومساندة الضحايا وعائلاتهم. إن تعذيب الأشخاص خطيئة مميتة! خطيئة خطيرة جدا!
الفاتيكان