البابا فرنسيس: نحن ننتصر بالإيمان، وإيماننا قادر على كلّ شيء!
البابا فرنسيس: نحن ننتصر بالإيمان، وإيماننا قادر على كلّ شيء!
الفاتيكان – إذاعة الفتيكان
“الكنيسة تعُج بالمسيحيين المهزومين وغير الملتزمين بالكامل لكن الإيمان قادر على كلّ شيء وباستطاعته أن يغلب العالم وإنما لذلك نحن بحاجة للشجاعة لنسلّم أنفسنا لله” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.
تمحورت عظة الأب الأقدس حول النص الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من رسالة القديس يوحنا الأولى والتي يركز فيها الرسول على التعبير الذي يشكل بالنسبة له أساس الحياة المسيحيّة وهو “الإقامة في الله” لمحبة الله والقريب. وهذه “الإقامة في محبة” الله هي عمل الروح القدس والإيمان وينتج عنها تأثير ملموس. فمن يقيم في الله، تابع البابا فرنسيس يقول، هو مولود من الله، ومن يقيم في المحبة يغلب العالم وهذه الغلبة هي إيماننا. لذا ولنتمكن من “أن نقيم في الله” نحن بحاجة للإيمان من جهتنا ولعمل نعمة الروح القدس من قبل الله. نحن ننتصر بالإيمان، وإيماننا قادر على كلّ شيء! لكن الكنيسة تعج بمسيحيين مهزومين فقدوا إيمانَهم وثقتهم بقوة إيمانِهم، وعندما لا نعيش إيماننا نَنهَزِم وينتصر العالم وأمير هذا العالم.
تابع الحبر الأعظم يقول: لقد أشاد يسوع بإيمان النازفة والمرأة الكنعانيّة والأعمى وقال لتلاميذه “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم”. وهذا الإيمان يتطلّب منا موقفين اثنين: الاعتراف والتسليم. أولاً الاعتراف، الإيمان هو اعتراف بالله الذي أظهر ذاته لنا منذ أيام آبائنا وحتى يومنا، إنه اعتراف بإله التاريخ. وهذا ما نؤكده يوميًا في تلاوتنا لقانون الإيمان. لكن كيف نتلو قانون الإيمان هذا؟ هل نتلوه من عمق قلوبنا أم نردد الكلمات كالببغاء؟ هل هو اعتراف إيمان حقيقي أم مجرّد تكرار لكلمات حفظناها؟ هل نؤمن بكل ما نقوله أم بما يناسبنا فقط؟ عندما نؤمن نحن نعلن إيماننا الكامل بجميع ما وصلنا عبر التاريخ والتقاليد. قد نتساءل كيف نعرف أننا نعلن إيماننا بطريقة جيّدة؟ الجواب: نعلن إيماننا بطريقة جيّدة عندما نعلن الإيمان بكامله وعندما يكون لإيماننا القدرة على عبادة الله.
أضاف الأب الأقدس يقول: نحن نعرف كيف نطلب من الله وكيف نشكره، لكن عبادة الله وتمجيده هما أكثر من الطلب والشكر ووحده الإيمان قادر على تقديمهما. لذا أتجرؤ على القول بأن حرارة حياة الكنيسة هي منخفضة قليلاً في هذه الناحيّة لأن العبادة منخفضة أيضًا، وذلك لأن هناك العديد من الأشخاص الذين لا يعلنون إيمانهم بالكامل، لأنهم يخافون من الاستسلام لله، وهذا الاستسلام هو الموقف الثاني الذي يتطلبه الإيمان المسيحي. فالرجل المؤمن والمرأة المؤمنة يستسلمان لله، على مثال القديس بولس الذي أعلن في أصعب مرحلة من حياته قائلاً: “لأَنِّي عالِمٌ على مَنِ اتَّكلتُ وموقنٌ أَنَّه قادرٌ على أَن يَحفظ وَديعَتي إلى ذلكَ اليَوم”. فالاستسلام لله وللرب يسوع المسيح يحملنا إلى الرجاء وإعلان الإيمان يحملنا إلى عبادة الله وتمجيده. هناك العديد من المسيحيين الذين ضَعُف رجاؤهم لأنهم فقدوا الشجاعة للاستسلام لله. وختم الأب الأقدس عظته بالقول: لا يغيبنَّ عنا أبدًا أننا إن أعلنا إيماننا وحافظنا عليه مستسلمين للرب الإله سنكون مسيحيين منتصرين وإيماننا سيكون هذا الانتصار الذي سيغلب العالم!