stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: نظرة البابا يوحنا بولس الأول النبويّة على جراح العالم

501views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

9 مايو 2022

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

نشرت صحيفة “Avvenire” المقدمة التي وقعها البابا فرنسيس لكتاب “السلطة التعليمية”. نصوص ووثائق حبريّة البابا يوحنا بولس الأول. مجلد من جزئين حررته المؤسسة الفاتيكانية يوحنا بولس الأول ونشرته دار النشر التابعة للكرسي الرسولي ودار النشر سان باولو.

يحتوي الجزء الأول على جميع العظات والخطب والرسائل والتأملات في المقابلات العامة وصلاة التبشير الملائكي التي ألقاها أو كتبها البابا لوتشياني في ٣٤ يومًا من حبريته، والتي بدأت في ٢٦ آب أغسطس عام ١٩٧٨ وانتهت في الليلة بين ٢٨ و٢٩ أيلول سبتمبر عام ١٩٧٨. أما الجزء الثاني فيحتوي على ملاحظات وتأملات للبابا لوتشياني كتبها في مذكراته خلال حبريّته.

كتب البابا فرنسيس في المقدّمة كان يوحنا بولس الأول ألبينو لوتشياني أسقفًا لروما لمدة ٣٤ يومًا. معه ، في تلك الأسابيع السريعة من حبريته، وجد الرب طريقة ليُظهر لنا أن الكنز الوحيد هو الإيمان، إيمان الرسل البسيط، الذي أعاد اقتراحه المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني. وتشهد على ذلك أيضًا صفحات هذا المجلد الذي يجمع بصياغة دقيقة وكاملة تعاليمه وجميع مداخلاته المكتوبة والتي ألقاها خلال فترة حبريته. في الفترة القصيرة التي عاشها كخليفة بطرس، أعلن البابا يوحنا بولس الأول الإيمان والرجاء والمحبة، الفضائل التي منحها الله له، ومكرسًا تعاليم الأربعاء لها. وكرر لنا أن تفضيل الفقراء هو جزء أساسيّ من الإيمان الرسولي ، عندما – وفي القداس الإلهي الذي احتفل به في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران – ذكر الصيغ والصلوات التي تعلمها عندما كان طفلاً لكي يعيد التأكيد على أنَّ اضطهاد الفقراء و”الاحتيال على أجور العمال العادلة” هي خطايا “تصرخ من أجل الانتقام أمام الله”.

أضاف البابا فرنسيس يقول وبفضل إيمان الشعب المسيحي الذي ينتمي إليه، تمكن من أن يوجِّه نظرة نبوية على جراح العالم وشروره، مظهرًا مدى أهمية السلام أيضًا بالنسبة للكنيسة. وتشهد على ذلك، على سبيل المثال، العبارات العديدة المتناثرة في مداخلاته العلنية في تلك الأيام، والتي وردت في هذه الصفحات، والتي تُعبِّر عن دعمه لمحادثات السلام التي عقدت من الخامس وحتى السابع عشر من ايلول سبتمبر عام ١٩٧٨، والتي شارك فيها في كامب ديفيد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناخيم بيغن. وكذلك الكلمات التي وجهها في الرابع من ايلول سبتمبر إلى أكثر من مائة ممثل للإرساليات الدولية، والتي أعرب فيها عن أمله في أن “تتمكن للكنيسة، رسولة الإنجيل المتواضعة لجميع شعوب الأرض، من أن تساهم في خلق مناخ من العدالة والأخوّة والتضامن والرجاء الذي بدونه لا يستطيع العالم أن يعيش”.

هكذا تابع الحبر الأعظم يقول كرر البابا لوتشياني أن الأمر الأكثر إلحاحًا، والذي يناسب عصرنا لم يكن نتاجًا لفكره أو لخططه السخية، وإنما هو السير البسيط في إيمان الرسل. الإيمان الذي ناله كعطيّة في عائلته المكوّنة من العمال والمهاجرين الذين عرفوا تعب الحياة لكي يحملوا الخبز إلى البيت. أشخاص ساروا على أرض الواقع وليس في السحب. كان التواضع أيضًا جزءًا من هذه العطيّة، الاعتراف بالصِغَر لا بالجهد وإنما بالامتنان. لأنه لا يمكن للمرء أن يُصبح متواضعًا إلا بواسطة الامتنان لأنه اختبر رحمة يسوع اللامحدودة ومغفرته. وهكذا يصبح من السهل علينا أن نفعل أيضًا ما يطلبه منا: “تتلمذوا لي فإني وديع متواضع القلب”.

أضاف الأب الأقدس يقول عندما توفي البابا لوتشياني، احتفل أوسكار أرنولفو روميرو – رئيس أساقفة سان سلفادور الذي اغتيل فيما كان يحتفل بالذبيحة الإلهيّة واليوم يكرمه شعب الله كقديس – أيضًا في الثالث من تشرين الأول أكتوبر بقداس إلهي على نيّة الحبر الأعظم البابا المتوفى، وقال روميرو في عظته: بحبريته القصيرة تمكّن يوحنا بولس الأول فقط من أن يعطي العالم الإجابة المختصرة والمكثفة التي يعطيها الله للعالم الحاضر”. ففي وقت قصير، مع وفاة بابوين وانتخاب آخَرَين – لاحظ رئيس الأساقفة الشهيد – استُدعى انتباه العالم للنظر “إلى قمة هرميّة الكنيسة الكاثوليكية”، هذا التسلسل الهرمي الذي وُضِع “على أكتاف رجال ضعفاء وهشّين”، ومع ذلك فهي مدعوّة لأن تكون “القناة التي من خلالها تُقاد الكنيسة وتُحكَم” و “علامة أسراريّة” لـ “النعمة التي تُعطى للبشر”. إنه السر الذي يسميه القديس إغناطيوس دي لويولا “أمنا الكنيسة المقدّسة الهرميّة”.

وخلص البابا فرنسيس إلى القول في الكنيسة، ليس التسلسل الهرمي كيانًا معزولًا ومكتفيًا ذاتيًا، وإنما هو داخل شعب جمعه الله “في خدمة الملكوت والعالم بأسره” – كما أكد الأسقف روميرو – لأن الكنيسة “ليست غاية في حد ذاتها، وكذلك التسلسل الهرمي أيضًا: إنَّ التسلسل الهرمي هو للكنيسة، والكنيسة هي للعالم”. وفي تلك المناسبة، بمناسبة وفاة البابا يوحنا بولس الأول – أكّد القديس أوسكار أرنولفو روميرو – كان من السهل أن ندرك أن الكنيسة لا يبنيها البابا أو الأساقفة: خليفة بطرس هو “حجر الأساس” الذي عليه تتّحد الكنيسة التي يبنيها المسيح نفسه، بعطية نعمته. وإذا لم تقوى عليها أبواب الجحيم والموت، فذلك ليس بسبب “أكتاف البابا الهشة”، وإنما لأن ذلك الذي هو الحياة الأبدية، القدوس الإلهي الذي لا يموت ربنا يسوع المسيح هو الذي يعضد البابا. وهذا هو السرُّ الذي يسطع أيضًا في حياة وفي تعاليم البابا يوحنا بولس الأول.