البابا فرنسيس يتحدث عن الحاجة إلى ساعين إلى السلام متنبهين إلى علامات الأزمنة
15 سبتمبر 2020
الفاتيكان نيوز
كتبت ريتا عاطف من المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر
الساعون إلى السلام وتنشئتهم، هذ ما تمحورت حوله مقدمة كتبها البابا فرنسيس، متحدثا في البداية عن تغير الحقبة الذي تعيشه البشرية حاليا والذي هو في إطار ما سبق ووصفه قداسته بحرب عالمية ثالثة مجزأة. وقال البابا إن الخوف من نزاع عالمي بإمكانه تدمير البشرية بكاملها قد طبع ماضينا القريب ، وهذا الواقع الأليم يتطلب لا فقط إبقاء النداء من أجل السلام حيا، بل يجبرنا تقريبا على طرح أسئلة حاسمة.
لماذا وفي عالم تجاوزت فيه العولمة حدودا كثيرة، حيث جميعنا في اتصال فيما بيننا حسب ما يقال، تستمر ممارسة العنف في العلاقات بين الأفراد والجماعات؟ لماذا يثير خوفَنا في حالات كثيرة مَن هو مختلف عنا حتى أننا نتبنى موقف دفاع وشكّ غالبا ما يتحول إلى عدوان عدائي؟ ولماذا تعتقد حكومات العالم أن بإمكان إبراز قوتها، حتى بالحرب، أن يمنحها مصداقية أكبر لدى المواطنين ويزيد مما تتمتع به من شعبية؟ وواصل قداسة البابا فرنسيس أنه لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها بشكل مبهم ومتسرع، بل من الضروري أن تكون هناك دراسة ويجب الاستثمار أيضا في مجال البحث العلمي وتنشئة الأجيال الشابة. ولهذا أراد قداسته، إنشاء دورة دراسية في علوم السلام، وذلك انطلاقا من القناعة بأن الكنيسة مدعوة إلى الالتزام من أجل حل المشاكل المتعلقة بالسلام والوفاق، البيئة، الدفاع عن الحياة، والحقوق الإنسانية والمدنية وفي هذا الالتزام هناك دور محوري للعالم الجامعي الذي هو في حاجة متواصلة إلى التجدد والإثراء كي يتمكن من إحداث تجدد ثقافي شجاع يطلبه عالم اليوم، ويضيف الأب الأقدس أن هذا التحدي يسائل الكنيسة والتي يمكنها تقديم إسهام كبير من خلال شبكتها العالمية من الجامعات، وذلك من أجل تشكيل ساعين إلى السلام مستعدين للالتزام في الأوساط المتعددة لحياة مجتمعاتنا.
هذا وتحدث الأب الأقدس أوّلا وقبل كلّ شيء عن المحبة في الأسرة، والأعمال الاجتماعية والسياسية التي تحفّزها المحبّة: فهي التزام ملموس انطلاقًا من الإيمان لبناء مجتمع جديد، إنها العيش وسط العالم والمجتمع من أجل تبشير مختلف أوضاعه، من أجل تنمية السلام، والتعايش، والعدالة، وحقوق الإنسان، والرحمة، وبالتالي نشر ملكوت الله في العالم .