stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء الاتحاد الإيطالي لأطباء الأطفال

760views

21 مارس 2019

“في قوة الإيمان الذي نلتموه، أنتم مدعوون لكي تأخذوا على الدوام يسوع كمثال للإنسانية والتكرّس للآخرين” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس لأعضاء الاتحاد الإيطالي لأطباء الأطفال

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في قاعة الباباوات في القصر الرسولي في الفاتيكان أعضاء الاتحاد الإيطالي لأطباء الأطفال وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وأشار إلى النشاط الذي قام به الاتحاد خلال السنوات الأربعين الماضية والمبادرات والخدمات التي قدمها وقال إنَّ الأعمار التي تهتمون بها، والتي يتراوح من الولادة وحتى سنّ المراهقة، هي بلا شكّ تلك الأكثر تطوّرًا في الحياة البشريّة وتتطلّب معرفة شاملة للجسم البشري وأمراضه.

تابع الأب الأقدس يقول هذا لمجال الواسع للاختصاص يتطلّب تنشئة أساسية عميقة ونشاط تحديث مستمر. وهذا ما تهدف إليه العديد من مبادرات التنشئة والبحث التي تجتهدون في تحضيرها من خلال لقاءات ونقاشات ومؤتمرات يمكنها أن تؤمِّن لكم أنتم أطباء الأطفال العناصر لكي تكونوا متجدّدين ومتطورين على الدوام وفي الوقت عينه لكي تعززوا ثقافةً قادرة على حماية صحة الأشخاص ولاسيما الصغار منهم.

أضاف الحبر الأعظم يقول لقد تمَّ الاعتراف بالتزامكم المستمر في أُطر التنشئة والوقاية والبحث من خلال اعتماد اتحادكم كجماعة علميّة. اعملوا دائمًا بجديّة وإخلاص جاعلين من أنفسكم معززين لثقافة وعناية صحيّة متضامنتين وشاملتين. إن الوقاية والعلاج قد أصبحا في الواقع في زمننا امتيازًا لمن يتمتّع بمستوى حياة معيّن، لذلك أشجّعكم على العمل لكيلا يضاف عدم المساواة هذا إلى التباينات الأخرى التي يتعرّض لها الأشد ضعفًا وإنما لكي يؤمن النظام الصحي للجميع عناية ووقاية كحقوق للشخص البشري.

تابع البابا فرنسيس يقول في قوة الإيمان الذي نلتموه، أنتم مدعوون لكي تأخذوا على الدوام يسوع، ينبوع الاقتراب والحنان، كمثال للإنسانية والتكرّس للآخرين. بالقراءة المتكررة لنصوص الانجيل التي يقابل فيها يسوع المسيح المرضى ويشفيهم، أنتم تستقون خلاصة جديدة على الدوام لكيانكم وتصرفكم. وأضاف قداسته يقول قبل أن يضعكم مع الأطفال يضعكم عملكم في علاقة دائمة مع الأهل، الحراس الأوائل والمسؤولين عن مرضاكم. هم لا يطلبون فقط مهارتكم الطبية ولكنهم يبحثون أيضا عن الأمان من وجهة نظر إنسانية إذ يوكلون اليكم بأعز شيء يملكونه.

أضاف قداسة البابا فرنسيس يقول في تعاملنا مع الأطفال، لنضع في عقولنا دائما كلمات يسوع الذي، وفي عالم يقلل من شأنهم، يشير إليهم كنموذج لمن يدخل ليكون جزءًا من ملكوت الله، لأنه يفهم أسرار ملكوت الله. لنتذكر أيضا موقفه الفريد تجاهه: بالرغم من أنه لم يدعوهم إليه بالدعوات والهدايا، كان يجذبهم بالقوة والسلام اللذان كانا يفيضان منه، لذلك كان الأطفال يذهبون إليه وكان يستقبلهم. لقد كان زميلكم المشهور ومعلمكم الدكتور فرانكوا بانيزون يتحدث دائما عن هذا التكرُّس الغير المشروط ويقول: “لا تتكئوا رؤوسكم أبدًا على المخدة ما لم تفعلوا كل الأشياء التي بإمكانكم فعلها لهم”. لقد كان يشجع أطباء الأطفال على أن يكونوا جزءًا صغيرًا، وإنما مهم، في كتابة ثقافة وتاريخ زمننا. وكان يقول أيضًا: “لا تفكروا بحاضر المريض فقط بل بمستقبله أيضاً”. وأيضًا: “لا تفكّر بمرضاك فقط بل بجميع المرضى أيضا؛ لا تفكر بالحاضرين فقط بل بالبعيدين والمستقبلين أيضاً”.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول إذا عشتموه بهذا الروح، سيشكل العمل الذي تقومون به رسالة حقيقية تشمل القلب والعقل، ونوعًا ما لا تعرف الاستراحة؛ لأنّه وبالرغم من وجود فترات العطلة، لكن عملكم يرافقكم دائما ويلزمكم أكثر ولوقت أطول من الساعات التي تقضونها في عملكم. بهذا الأسلوب أنتم تقدّمون شهاد مسيحية لأنكم تحاولون أن تعيشوا قيم الانجيل وحس انتمائكم للكنيسة؛ وإنما أيضًا من أجل بعد نظركم والقدرة على تخيل الإطار الاجتماعي والنظام الصحي الأفضل للمستقبل، والرغبة بوضع أنفسكم في خدمة كل شخص يوكل إليكم بتواضع ومهارة.

نقلا عن الفاتيكان نيوز