البابا فرنسيس يستقبل وفدا من مستشفى “الطفل يسوع” لمناسبة مرور 150 سنة على تأسيسه
16 نوفمبر 2019
نقلا عن الفاتيكان نيوز
العمل انطلاقا من معاناة الأطفال ومساعدتهم على لمس قرب يسوع الحنون، هذا ما شدد عليه البابا فرنسيس في حديثه اليوم إلى وفد من مستشفى “الطفل يسوع” للأطفال في روما، حيث شكر قداسته العاملين فيه على العمل والبحث، الانفتاح على العالم وتقديم شهادة للإنجيل.
استقبل قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم في القصر الرسولي وفدا من مستشفى الطفل يسوع للأطفال في روما وذلك لمناسبة الاحتفال بمرور 150 سنة على تأسيسه. وحيا قداسته في بداية حديثه إلى ضيوفه مديرة المستشفى السيدة مارييلا إينوك وأعضاء مجلس الإدارة، الأطباء والممرضين، المرشدين والمتطوعين والمتبرعين، وبشكل خاص المرضى الصغار وعائلاتهم. ثم عاد البابا فرنسيس إلى تاريخ تأسيس المستشفى باعتباره فعل اهتمام بأطفال العالم بكامله، وتحدث بالتالي عن واقع ثمين ورائد يتطلع إلى المستقبل. وذكَّر قداسته بالعمل معا في هذا المستشفى انطلاقا من الوعي بارتباطه بمعاناة الأطفال المرضى والحافز الأخلاقي لهذه المعاناة، ما يخلق روح جماعة تتجاوز العقبات. وأضاف أن هذه السلطة الأخلاقية يجب أن تكون دائما دافعا للأمانة لدعوة هذا المستشفى منذ تأسيسه ومعيار تمييز للاختيارات المستقبلية.
انطلق قداسة البابا بعد ذلك من شهادة أم فنزويلية لطفل مريض تلَقى العلاج في هذا المستشفى الذي شكره البابا بالتالي على انفتاحه على العالم والاهتمام بالأطفال القادمين من بلدان كثيرة. وتابع مؤكدا وعيه بأن هذا يتطلب موارد مالية كبيرة وشكر بالتالي مَن يساهمون بتقديم الهبات إلى مؤسسة “الطفل يسوع”. كما وأعرب قداسته عن الرجاء في أن تتوصل المؤسسات الدولية إلى طرق لتعزيزٍ أكبر لما وصفها بالممرات الطبية بانتظار أن تنمو في كل بلد قدرة الرد على الاحتياجات الصحية الأساسية. وذكّر البابا فرنسيس هنا بكلمات الأم الفنزويلية حين تحدثت عن بركة الله وعن أيادٍ مبارَكة ورائعة استقبلت ابنها وعالجته، ودعا قداسته الأطباء إلى أن يكونوا دائما مدركين لمباركة الله أياديهم فتصبح قدرتهم على العلاج عطية لهم وللأشخاص الموكلين إليهم. دعا الأب الأقدس من جهة أخرى الأطباء والممرضين إلى مواصلة العمل والحماس للحفاظ على تميز هذا المستشفى وكي يستمر في إبراز اهتمام الكرسي الرسولي الخاص بالأطفال، وذلك من خلال عناية المستشفى المـُحبة للمرضى الصغار مقدما شهادة ملموسة للإنجيل تتماشى مع تعليم الكنيسة. ثم بارك قداسته أيادي جميع الأطباء والممرضين.
انتقل البابا فرنسيس بعد ذلك إلى شهادة أخرى حيث تحدثت إحدى الممرضات عن خبرتها مع بعض الزملاء في مهام تكوينية في سوريا ما يكشف جانبا آخر من النشاط الإنساني للمستشفى وانفتاحه على العالم، ألا وهو الاستعداد لتقاسم المعارف والكفاءات مع العاملين في قطاع الصحة في دول أخرى تعاني من أوضاع سيئة. وذكّر قداسة البابا هنا بحديث القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن محبة المعرفة التي تبني السلام، وأضاف البابا فرنسيس أن هذه المهام الخارجية لمستشفى “الطفل يسوع” توفر للعاملين فيه إمكانية التعلم المتبادل، حيث يقدمون ما وُهبوا إياه بغزارة ويتلقون في المقابل ثراءً إنسانيا.
تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن الأبحاث وأهميتها، فبدونها لا يكون هناك مستقبل ولا علاج. وذكّر البابا بالنتائج الجيدة التي بلغها مستشفى “الطفل يسوع” في تشخيص الأمراض النادرة وعلاج أمراض مركبة وطرق علاج دقيقة. وأعرب قداسته عن تثمينه لشغف وحماسة الباحثين مشجعا إياهم على ألا يفقدوا أبدا القدرة على رؤية الوجه المعاني لطفل حتى وراء عينة يقومون بتحليلها، وعلى سماع صرخة الوالدين في مختبراتهم أيضا.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء وفد مستشفى “الطفل يسوع” للأطفال في روما، الذين استقبلهم بعد ظهر اليوم في القصر الرسولي لمناسبة الاحتفال بمرور 150 سنة على تأسيس المستشفى، أعرب البابا فرنسيس عن سعادته لنشاط ونمو المستشفى رغم الصعاب الكثيرة مشددا على ضرورة مواصلة تقديم أفضل علاج لكل مريض وألا يُرفض أحد. وتابع أن نشاط المستشفى يتطلب استثمارات جديدة في البنى والتقنيات خلال السنوات القادمة، وأضاف أن هذا توازن صعب إلا أنه من الهام ضمان الاستدامة والكفاءة. ثم دعا المسؤولين والعاملين في المستشفى إلى اتخاذ قرارات شجاعة وصارمة، سخية وحكيمة، وحث الجميع على السير قدما في أمانة للإنجيل وطاعة للسلطة الأخلاقية للأطفال المتألمين. شكر قداسته من جهة أخرى العاملين في المستشفى على مساعدتهم الأطفال على الشعور بالحضور القريب الحنون والمطَمئن ليسوع، وذكَّر قداسته هنا بكلمات يسوع “كلما صنعتم شيئا من ذلك لواحد من إِخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه” (راجع متى 25، 40).