stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسةاقتصاد فرنسيس - الكنيسة والاقتصادالبابا فرنسيس و مصرالبابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يستقبل وفدًا من إبَـرشيّة رافينّا- تشيرفيا

2kviews
الفاتيكان نيوز
10 أكتوبر 2020
كتبت رحيل فوكيه من المكتب الإعلامي
“نرجو أن تحفزنا الاحتفالات بالذكرى المئوية السابعة لوفاة الشاعر الكبير دانتيه أليغييري على إعادة قراءة كتابه “الكوميديا الإلهية” ” Commedia Divina” لكي، وإذ ندرك وضعنا كمنفيين، نسمح بأن تُحفّزَنا مسيرة الارتداد هذه فتَدفعنا “من الفوضى إلى الحكمة، ومن الخطيئة إلى القداسة، ومن البؤس إلى السعادة”. هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته لوفد من إبَـرشيّة رافينّا- تشيرفيا
بمناسبة افتتاح احتفالات المئويّة السابعة على موت دانتيه أليغييري.
استقبل قداسة البابا فرنسيس وفدًا من إبَـرشيّة رافينّا- تشيرفيا وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إنّ مدينة رافينا، بالنسبة لدانتيه، هي مدينة “الملجإ الأخير” – الأوّل كانت فيرونا -. في مدينتكم في الواقع، أمضى الشاعر سنواته الأخيرة وأكمل عمله: ووَفقًا للتقليد، هناك ألّف آخر أغاني كتابه “الفِردَوس” “Paradiso”.
تابع الحبر الأعظم يقول: في رافينّا اختتم مسيرته الأرضية. وخَلُصَ إلى ذلك المنفى الذي طبع حياته وألهم كتاباته أيضًا. سلط الشاعر ماريو لوزي الضوء على قيمة الاضطراب والاكتشاف المتفوق الذي خصصته تجربة المنفى لدانتي. هذا الأمر يجعلنا نفكر على الفور في الكتاب المقدس، في نفي شعب إسرائيل في بابل، والذي يشكل، إذا جاز التعبير، إحدى “مصفوفات” الوحي الكتابي. بطريقة مماثلة، كان المنفى بالنسبة لدانتيه مهمًا جدًا لدرجة أنه أصبح مفتاحًا لتفسير لا حياته فقط، وإنما “رحلة” كل رجل وامرأة في التاريخ وما وراء التاريخ.
أضاف الأب الأقدس يقول: في عام ١۹٦٥، بمناسبة الذكرى المئوية السابعة لولادة دانتيه، أهدى القديس بولس السادس لرافينّا صليبًا ذهبيًا لقبره، الذي بقي حتى ذلك الحين – كما قال – “خاليًا من هذه العلامة الدينية ومن الرجاء”. هذا الصليب نفسه، بمناسبة هذه الذكرى المئوية، سوف يلمع مرة أخرى في المكان الذي تُحفظ فيه رفات الشاعر. ونرجو أن يكون دعوة للرجاء، ذلك الرجاء الذي كان دانتيه نبيًّا له.
تابع الحبر الأعظم يقول: لذلك، نرجو أن تحفزنا الاحتفالات بالذكرى المئوية السابعة لوفاة الشاعر الكبير على إعادة قراءة كتابه “الكوميديا الإلهية” ” Commedia Divina” ​​لكي، وإذ ندرك وضعنا كمنفيين، نسمح بأن تُحفّزَنا مسيرة الارتداد هذه وتدفعنا “من الفوضى إلى الحكمة، ومن الخطيئة إلى القداسة، ومن البؤس إلى السعادة، ومن التأمل المرعب في الجحيم إلى تطويب السماء. في الواقع، يدعونا دانتيه مرة أخرى لكي نعيد اكتشاف الحِـسّ المفقود أو المبهم لمسيرتنا البشرية.
أضاف الأب الأقدس قائلًا: قد يبدو، في بعض الأحيان، أن هذه القرون السبعة قد حفرت مسافة لا يمكن تجاوزها، بيننا نحن رجال ونساء حقبة ما بعد الحداثة والعَـلمنة، وبينه هو أحد المدافعين غير العاديين عن الموسم الذهبي للحضارة الأوروبية. ومع ذلك، هناك شيء يخبرنا أن الأمر ليس كذلك. المراهقون، على سبيل المثال – حتى مراهقو اليوم -، إذا أتيحت لهم الفرصة للاقتراب من شِعر دانتيه بطريقة يَسهُـل عليهم الوصول إليها، فإنهم سيجدون حتمًا، من ناحية، كل بُعد المؤلف وعالمه؛ ومع ذلك، سيشعرون من ناحية أخرى، بصداه الرائع. يحدث هذا الأمر بشكل خاص حيث يترك المجازي مجالًا للرمز، وحيث يكون الإنسان أكثر وضوحًا وصدقًا، وحيث سحر الحقيقة والجمال والخير، وحيث في النهاية يُسمع سِحرُ الله جاذبيّته القويّة.
تابع الحبر الأعظم بقَوله: وبالتالي إذ نستفيد من هذا الصدى الذي يتجاوز القرون، سنكون أيضًا – كما دعانا القديس بولس السادس – قادرين على أن نُـغْـنيَ أنفسنا بخبرة دانتيه لكي نعبر العديد من الغابات المظلمة في أرضنا ونُتمِّم حَجَّـنا عبر التاريخ بسعادة، لكي نبلغ إلى الهدف الذي يحلم به ويريده كل إنسان: “الحب الذي يحرك الشمس والنجوم الأخرى”.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: شكرًا مجددًا على هذه الزيارة، وأتمنى لكم أطيب التمنيات لاحتفالات الذكرى المئوية. وبمعونة الله، أعتزم العام المقبل أن أقدّم في هذا الصدد تأملاً أوسع. أبارك بحرارة كل واحد منكم، ومعاونيكم وجماعة رافينّا بأسرها.