stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يشدد في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي على أهمية الاعتناء بالحياة الداخلية

228views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

12 نوفمبر 2023

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وألقى كلمة قبل الصلاة توقف فيها عند إنجيل هذا الأحد (متى ٢٥، ١ – ١٣) حول مثل العذارى العشر.

استهل قداسة البابا فرنسيس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي قائلا إن إنجيل اليوم يقدّم لنا مثلاً يتعلق بمعنى حياة كل واحد، وهو مثل العذارى العشر المدعوات للخروج للقاء العريس (راجع متى ٢٥، ١ – ١٣). وأشار إلى أن الحياة هي استعداد كبير لليوم حينما سنُدعى للخروج للقاء يسوع! ولكن المثل يشير إلى أن من بين العذارى العشر هناك خمس عاقلات وخمس جاهلات. وأضاف البابا فرنسيس أن أولئك جميعا حاضرات لاستقبال العريس أي للقائه، مثلما نرغب نحن أيضا بتحقيق سعيد للحياة، ولفت في الوقت نفسه إلى أن الفرق بين الحكمة والجهل ليس في حسن النية، ولا في دقة الالتزام بالموعد إذ كُن جميعهن هناك. إن الفرق بين العاقلات والجاهلات يكمن في الاستعداد، ويقول الإنجيل إن العاقلات “أَخَذنَ معَ مَصابيحِهِنَّ زَيتاً” (متى ٢٥، ٤)، أما الجاهلات فلم يفعلن ذلك. ولكن ما هي إحدى ميزات الزيت؟ لا يمكن رؤيته، إنه في داخل المصابيح، ولكن بدونه لا تُضاء.

وتابع البابا فرنسيس كلمته قائلا لننظر إلى أنفسنا فسنرى أن حياتنا تواجه الخطر نفسه، ففي كثير من الأحيان هناك اهتمام كبير بالمظاهر، الاعتناء جيدا بصورتنا وترك انطباع جيد أمام الآخرين. لكن يسوع يقول إن حكمة الحياة تكمن في الاعتناء بما لا يمكن رؤيته ولكنه الأهم، الاعتناء بالقلب. إنه الاعتناء بالحياة الداخلية، ويعني ذلك التوقف للإصغاء إلى قلبنا والسهر على أفكارنا ومشاعرنا. إن الحكمة تعني معرفة إفساح المجال للصمت كي نكون قادرين على الإصغاء، ومعرفة التخلي عن بعض الوقت الذي نقضيه أمام شاشة الهاتف وذلك للنظر إلى النور في عيون الآخرين، في القلب، في نظرة الله إلينا. ويعني عدم الوقوع في فخ كثرة النشاطات، إنما تخصيص الوقت للرب وللإصغاء إلى كلمته.

وأشار البابا فرنسيس إلى أن الإنجيل يقدّم لنا النصيحة السليمة من أجل عدم إهمال زيت الحياة الداخلية، “زيت النفس”، ويخبرنا بأهمية تهيئته. فالعذارى معهن المصابيح ولكن عليهن تهيئة الزيت: عليهن الذهاب لشرائه ووضعه في المصابيح… (راجع متى ٢٥، ٧.٩). وهكذا بالنسبة لنا: فالحياة الداخلية لا تُرتجل، وهي ليست مسألة لحظة إنما ينبغي اعدادها من خلال تخصيص القليل من الوقت كل يوم، بمثابرة، كما يتم العمل من أجل كل أمر مهم.

وتابع الأب الأقدس قائلا لنسأل أنفسنا، ما الذي أُعدّه في هذه اللحظة من الحياة؟ ربما أسعى إلى وضع بعض المدخرات جانبا، وأفكّر في شراء بيت أو سيارة جديدة، وفي مشاريع ملموسة… إنها أمور جيد. ولكن أأفكّر أيضا في تخصيص الوقت للاعتناء بالقلب، للصلاة وخدمة الآخرين، وللرب الذي هو هدف الحياة؟ وباختصار، كيف حال زيت نفسي، أأغذيه وأحافظ عليه جيدا؟ وفي ختام كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد، قال البابا فرنسيس: لتساعدنا مريم العذراء على الاعتناء بزيت الحياة الداخلية.