stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس يلتقي الجماعة الكاثوليكية في بلغاريا

690views

06 ‎مايو 2019‏

الرؤية بعين الإيمان والمحبة، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس بعد ‏ظهر اليوم إلى الجماعة الكاثوليكية في بلغاريا‎.‎
‎ ‎
التقى قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم الاثنين، ثاني أيام زيارته ‏الرسولية إلى بلغاريا، الجماعة الكاثوليكية في هذا البلد وذلك في ‏كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل في راكوفسكي. وفي بداية كلمته شكر ‏الحضور على الاستقبال الحار وأيضا على ما قدموا من شهادات. ثم ‏انطلق قداسته من كلمات أسقف صوفيا وبلوفديف المطران غيورغي ‏يوفتشيف والذي دعا البابا إلى أن يساعد المؤمنين على أن يروا بأعين ‏الإيمان والمحبة، وقال قداسته إنه يشكر الجماعة الكاثوليكية على ‏مساعدتها إياه على أن يرى ويفهم بشكل أفضل ما جعل القديس يوحنا ‏الثالث والعشرين يحب بشكل كبير هذا البلد، الذي تفتحت فيه صداقة ‏قوية وسط الجماعة الكاثوليكية إزاء الأخوة الأرثوذكس‎.‎
وفي حديثه عن الرؤية بعين الإيمان أراد الأب الأقدس التذكير بكلمات ‏البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين خلال افتتاح المجمع الفاتيكاني ‏الثاني، حين دعا إلى الثقة في العناية الإلهية التي ترافقنا دائما ‏والقادرة وسط الصعاب على تحقيق تصميم أسمى وغير متوقع. وواصل ‏البابا فرنسيس أن رجال ونساء الله هم أولئك الذين تعلَّموا أن يروا ‏ويثقوا، أن يكتشفوا ويدعوا أنفسهم يقادون بقوة القيامة. إنهم يدركون ‏أن هناك أوضاعا ولحظات أليمة، تابع البابا فرنسيس، لكنهم لا يبقون بلا ‏حراك خائفين أو، والأسوأ من هذا، يغذون أجواء دهشة أو انزعاج، لأن ‏هذا يضر النفس ويُضعف الرجاء ويعيق الحلول الممكنة. رجال ونساء الله ‏هم مَن لديهم شجاعة القيام بالخطوة الأولى، مَن يسعون إلى أن ‏يكونوا في الصفوف الأولى شهودا على أن المحبة لم تمت بل هَزمت ‏كل عقبة‎.‎
وأراد الأب الأقدس في هذا السياق مقاسمة خبرته صباح اليوم خلال ‏لقائه المهاجرين واللاجئين ومتطوعي هيئة كاريتاس، وتابع البابا أن ‏مسيحيين كثيرين في هذا المركز قد تعلموا أن يروا بعينَي الرب الذي لا ‏يتوقف عند الصفات بل يبحث عن كل واحد وينتظره بعينَي أب. وقال ‏قداسته إن الرؤية بعين الإيمان هي دعوة إلى عدم تمضية الحياة ‏مصنِّفين مَن هو جدير بالمحبة ومَن ليس جديرا بها، بل العمل على خلق ‏الظروف كي يشعر كل شخص أنه محبوب. مَن يحب، تابع البابا ‏فرنسيس، ليس لديه الوقت للتباكي، بل يرى دائما شيئا ملموسا يجب ‏القيام به. وحذر قداسته هنا من التشاؤم مضيفا أن المحبة في المقابل ‏تفتح الأبواب دائما‎.‎
وكي نكتسب نظرة الله، واصل الأب الأقدس، نحن في حاجة إلى ‏الآخرين ليعلِّمونا أن ننظر ونشعر مثل يسوع. وتوقف قداسته بعد ذلك ‏عند الشهادات التي تم الاستماع إليها في بداية اللقاء، والتي كانت ‏لراهبة وكاهن وزوجين شابين تحدثا عن القوة المستمدة من الرعية ‏كبيت ثانٍ للسير قدما، وذلك في الصلاة الجماعية ودعم الأشخاص ‏القريبين. وأشار الأب الأقدس إلى المساعدة المتبادلة التي أشارت ‏إليها هذه الشهادات بين الرعاة والمؤمنين. وأضاف البابا فرنسيس أن ‏الكاهن يفقد هويته بدون المؤمنين والشعب يمكن أن يتفكك بدون ‏الرعاة، ودعا إلى الحفاظ على هذه الوحدة، فنتعلم هكذا أن نكون ‏كنيسة – عائلة – جماعة تستقبل وتصغي وترافق، كاشفة عن وجهها ‏الحقيقي، وجه الأم. تحدث الأب الأقدس من جهة أخرى عن تحية يسوع ‏‏”السلام عليكم” حيثما تكون العاصفة أو الظلام، الشك أو القلق، وأضاف ‏البابا أن الرب لا يقول هذا فقط بل يفعله. ثم وجه قداسته نصائح ‏للأزواج كما وشدد على أهمية التواصل بين الشباب والمسنين‎.‎
وتابع البابا فرنسيس داعيا إلى التحلي بالشجاعة للتساؤل حول كيفية ‏ترجمة محبة الله لنا بشكل ملموس ومفهوم للأجيال الشابة. وأشار ‏قداسته في هذا السياق، وحسب ما كتب في الإرشاد الرسولي ما بعد ‏السينودس المخصص للشباب، إلى أن الشباب لا يجدون غالبا إجابات ‏على مخاوفهم واحتياجاتهم ومشاكلهم وجراحهم. وشدد قداسته على ‏الحاجة إلى التوصل في العمل الرعوي إلى طرق لبلوغ قلوبهم ومعرفة ‏تطلعاتهم وتشجيع أحلامهم كجماعة عائلة تدعم وترافق وتدعو إلى ‏النظر إلى المستقبل برجاء‎.‎
وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته خلال لقائه بعد ظهر اليوم الاثنين ‏الجماعة الكاثوليكية في بلغاريا داعيا إلى عدم الخوف من قبول ‏التحديات الجديدة، ولكن شرط العمل بكل الوسائل كي لا يُحرم ‏الأشخاص من النور والتعزية النابعَين من الصداقة مع يسوع، وكي لا ‏يُحرموا من جماعة مؤمنة تتقبلهم، ومن أفق محفِّز ومتجدد يمنح معنى ‏وحياة. دعا قداسته أيضا ألا ننسى أن أجمل لحظات حياة الكنيسة قد ‏كُتبت حين سار شعب الله ليترجم محبة الله في كل لحظة في التاريخ ‏مواجها التحديات. وحث البابا فرنسيس مؤمني الجماعة الكاثوليكية في ‏بلغاريا على ألا يكلوا عن أن يكونوا كنيسة تُواصل، وسط التناقضات ‏والآلام والفقر، ولادة الأبناء الذين تحتاج إليهم هذه الأرض مستمعين ‏بأذن إلى الإنجيل وبالأخرى إلى قلب شعبهم‎.‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز