البابا فرنسيس يلتقي المشاركين في اجتماع الممثلين البابويين
13 يونيو 2019
صفات ورسالة الممثل البابوي، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس إلى المشاركين في اجتماع الممثلين البابويين الذين استقبلهم قداسته صباح اليوم في القصر الرسولي .
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم المشاركين في اجتماع الممثلين البابويين والذي دعا إليه قداسته وبدأ أمس الأربعاء ويستمر حتى 15 من الشهر. وفي كلمته التي أعدها لهذا اللقاء، والتي سُلمت إلى المشاركين، أراد الأب الأقدس التذكير بنقاط أساسية لعيش الممثلين البابويين رسالتهم بشكل أفضل، وأضاف أن هذه النقاط تشمل أيضا المتعاونين مع الممثلين البابويين بل والجميع، أي الأساقفة والكهنة والمكرسين الذين يلتقونهم في العالم.
تحدث البابا فرنسيس أولا عن الممثل البابوي كرجل الله، ما يعني أن عليه حفظ وصايا الله كافة بفرح وعيش أمور الله، لا أمور الدنيا، مكرسا لها ما لديه من موارد ومتقبلا بروح سخية المعانة التي قد تنتج عن الإيمان بالله. الممثل البابوي هو أيضا رجل الكنيسة، أي أنه لا يمثل ذاته بل الكنيسة وبشكل خاص خليفة القديس بطرس. وذكّر الأب الأقدس هنا بتحذير الله لنا من تجربة الخادم الشرير (راجع متى 24، 48-51). وواصل البابا أن الممثل البابوي لا يعود رجل كنيسة في حال عامَل بشكل سيء معاونيه، كما وتحدث عن الشهادة السيئة التي يمكن أن يقدمها الممثل البابوي في حال اهتمامه بالمظاهر والبذخ.
الممثل البابوي هو أيضا رجل حماسة رسولية، فهو معلِن للبشرى السارة ورسول للإنجيل، عليه أن ينير العالم بنور القائم وأن يحمل المسيح حتى أقاصي الأرض. نقطة أخرى توقف عندها الأب الأقدس هي كون الممثل البابوي رجل مصالحة، وشدد البابا على أهمية الوساطة والشركة، الحوار والمصالحة كعناصر هامة في عمل السفير البابوي، وذلك مع ضرورة التميز بالحيادية والموضوعية والعمل على حماية العدالة والسلام. ثم تحدث البابا فرنسيس في كلمته عن كون السفير البابوي ممثلا للأب الأقدس، أي أنه يجعل ملموسا ويرمز إلى حضور البابا بين المؤمنين والشعوب. وهذه رسالة تستدعي الاستعداد والمرونة، التواضع والمهارة والقدرة على التواصل والتباحث، كما وتتضمن هذه الرسالة زيارة الجماعات في المناطق التي لا يتمكن البابا من التوجه إليها.
وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن الممثل الرسولي باعتباره أيضا رجل مبادرات، عليه بالتالي التحلي بالقدرة على التصرف بشكل يتلاءم مع احتياجات اللحظة بدون السقوط في جمود ذهني أو روحي أو إنساني ولا في مرونة مرائية متبدلة، ولا يعني هذا بالطبع أن يتميز بالانتهازية بل بالقدرة على الانتقال من التفكير إلى التطبيق انطلاقا من الاهتمام بالخير العام والأمانة لرسالته. الممثل البابوي كرجل طاعة هي النقطة التالية في كلمة قداسة البابا والذي أكد هنا ارتباط الطاعة بالحرية، لأنه في الحرية فقط يمكننا أن نطيع بالفعل، وفقط بطاعتنا للإنجيل يمكن بلوغ كمال الحرية.
ثم انتقل الأب الأقدس للحديث عن الممثل البابوي كرجل صلاة، وذكّر البابا هنا بكلمات القديس بولس السادس حول الممثل البابوي، حيث قال إنه مَن يحمل معه المسيح باعتباره الخير الثمين الذي يجب إعلانه ونقله وتمثيله. ويتطلب هذا، حسب ما تابع البابا فرنسيس، بلوغ علاقة متواصلة مع الرب. وذكّر الأب الأقدس هنا بأن الواجب الأول على أي أسقف هو تكريس الذات للصلاة وخدمة الكلمة. كانت النقطة التالية في كلمة البابا عن الممثل البابوي كرجل محبة فاعلة، وذكّر الأب الأقدس هنا بحديث بولس الرسول عن الإيمان الذي يعمل بالمحبة (راجع غل 5، 6). وشدد البابا فرنسيس على أن عمل الممثل البابوي لا يمكن أن يقتصر على الجوانب الإجرائية بل عليه الاهتمام بأعمال المحبة وخاصة إزاء الفقراء والمهمشين. وتابع قداسته متحدثا عن مجانية المحبة محذرا بالتالي مما وصفه بخطر متواصل وهو تلَقي الهدايا. وذكّر البابا هنا بوصف الكتاب المقدس بالشرير “من يأخذ الهدية من الحِضن ليعوِّج سبل القضاء” (راجع مثل 17، 23). وذكّر وأيضا بسؤال صاحب المزامير “يا رب، مَن يقيم في خيمتك؟” ثم إجابته من “لا يقبل على البريء الرشوة” (راجع مز 15، 1..5). وتحدث البابا فرنسيس بالتالي عن رفض الهدايا الثمينة أو استخدامها في أعمال المحبة، وشدد على أن تلَقي هدية ثمينة لا يبرر أبدا استخدامها.
ثم ختم قداسة البابا فرنسيس الكلمة التي سلمها إلى الممثلين البابويين، الذين استقبلهم صباح اليوم الخميس، متحدثا عن الممثل البابوي كرجل تواضع، وذكّر في هذا السياق بطلبة التواضع لخادم الله الكاردينال رافايل ميري دال فال.
نقلا عن الفاتيكان نيوز