البابا يحتفل بالقداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مارتا ويتحدث عن اضطهاد المسيحيين في عالم اليوم
احتفل البابا فرنسيس هذا الجمعة، كعادته صباح كل يوم، بالقداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان. ألقى الحبر الأعظم عظة أكد فيها أنه عندما يعلن المؤمنون الإنجيل يتعرضون للاضطهاد لافتا إلى أن عدد الشهداء المسيحيين في عالم اليوم يتخطى عدد شهداء زمن نشأة الكنيسة وحثّ المؤمنين على عدم الخوف من سوء الفهم والاضطهاد. أشار البابا فرنسيس في عظته إلى أن أعداء يسوع نصبوا له المكائد وذلك لأنه اعترض على أفعالهم وندد بما يقومون به ضد الناموس وضد ما تعلموه. وذكّر الحبر الأعظم بأن الأنبياء تعرضوا للاضطهاد على مر العصور، وهذا ما قاله يسوع نفسه للفريسيين وحصلت هذه الأمور كلها على مر تاريخ الخلاص، وفي زمن إسرائيل وزمن الكنيسة.
إن إنجيل اليوم ـ تابع البابا يقول ـ يخبرنا بأن يسوع كان يختبئ لأن ساعته لم تأت بعد. وهو كان يعلم جيدا بما سيحل به، لكن الأمر لن يكون نهايته. لقد عارض الناس المسيح لأنه خرج عن البيئة الدينية المغلقة، ودعا إلى الخروج منها، كما أن الأنبياء يقفون في وجه الأشخاص الذين يأسرون الروح القدس، ولذا يتعرضون للاضطهاد. وهذا الوضع، قال الحبر الأعظم، لم ينته إذ استمر بعد موت المسيح وقيامته من بين الأموات، فقد اضطهدت الكنيسة من الداخل والخارج، وهذا ما يتضح لنا عندما نقرأ سيرة حياة القديسين فيتبين لنا حجم سوء الفهم والاضطهاد اللذين تعرضوا لهما.
وعاد الحبر الأعظم ليؤكد أن جميع الأشخاص الذين يختارهم الروح القدس ليعلنوا الحقيقة على شعب الله يتعرضون للاضطهاد، ويسوع هو مثال لهذا الأمر. ثم لفت إلى أنه في بعض أنحاء العالم يتم اعتقال أو إعدام الأشخاص الذين يملكون نسخة من الإنجيل أو من يدرّسون التعليم المسيحي. كما يُمنع هؤلاء من الصلاة معا في بعض الدول، فيصلي المؤمنون على انفراد وفي الخفاء. إن هذا الاضطهاد ـ ختم البابا فرنسيس عظته قائلا ـ هو مسيرة الرب، ومسيرة كل من يتبعون الرب. وينتهي المطاف بالقيامة لكن مرورا بالصليب. هذا ثم سأل الحبر الأعظم الرب أن يمنحنا هبة السير في دربه، حتى إذا اقتضى الأمر أن نحمل صليب الاضطهادات.
إذاعة الفاتيكان