البابا يقدم مساعدة طبية إلى قطاع غزة : مقابلة مع كاهن رعية العائلة المقدسة
نقلا عن الفاتيكان نيوز
27 يونيو 2020
تشير المعطيات الواردة من الأراضي الفلسطينية إلى تسجيل ألف ومائتين وأربع وثمانين إصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن هذه النسبة القليلة من الإصابات يمكن أن تكون مؤشرا على عدم القيام بالفحوصات اللازمة بحسب الخبراء. من هذا المنطلق قرر البابا فرنسيس أن يرسل مساعدة طبية إلى سكان قطاع غزة وهي عبارة عن ألفين وخمسمائة طقم من التجهيزات التي ستفسح المجال أمام تشخيص أدقّ للمصابين بالوباء، حسبما أكد لموقعنا الإلكتروني كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي.
وقد أرسل البابا فرنسيس هذه التجهيزات الطبية إلى وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال مجمع الكنائس الشرقية، وقامت بالإشراف على هذه العملية البعثة الرسولية في المنطقة وبطريركية القدس للاتين بالتعاون مع هيئة كاريتاس القدس، وتم ذلك في السابع عشر من حزيران يونيو الجاري.
تندرج هذه الهبة في إطار المبادرات التي أطلقها صندوق الطوارئ، الذي شاءه البابا فرنسيس نفسه من أجل مساعدة السكان الأكثر تضررا نتيجة جائحة كوفيد 19. ومن بين هذه المبادرات مساعدات قُدمت إلى سورية وهي عبارة عن عشرة أجهزة تنفس، بالإضافة إلى ثلاثة أجهزة أخرى قُدمت لمستشفى القديس يوسف في القدس، فضلا عن تجهيزات لتشخيص المصابين أُرسلت إلى مستشفى العائلة المقدسة في بيت لحم.
تأتي هذه المبادرات الإنسانية بمثابة “لمسة حنان” شاء البابا أن يقدمها إلى شعوب الأرض كافة، من الإكوادور وصولا إلى رومانيا، من البرازيل وصولا إلى إسبانيا فنابولي ثم ليتشيه. هذا بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية العديدة التي أجراها البابا فرنسيس مع عدد من الأساقفة والممثلين عن الجماعات، والأطباء والممرضين، الذين يخوضون هذه المعركة في الصفوف الأمامية. وشاء البابا أن يقدم لكل واحد من هؤلاء كلمة تشجيع ورجاء ويعبّر لهم عن امتنانه الكبير.
إزاء انتشار فيروس كورونا المستجد في قطاع غزة، حيث يعيش حوالي مليوني شخص، تحدثت السلطات المحلية عن النقص في الفحوص التشخيصية، وقدمت طلبات للحصول على مائة جهاز للتنفس ومائة وأربعين سريرا في أقسام العناية المكثفة. وزارة الصحة الفلسطينية تشير إلى وجود اثنتين وسبعين إصابة في القطاع من أصل ألف ومائتين وأربع وثمانين في الأراضي الفلسطينية..
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب رومانيلي الذي تحدث عن مشاكل أخرى زادت من تفاقم الأوضاع الصحية، لاسيما الحصار المفروض على القطاع وإقفال الحدود مع مصر وإسرائيل. كما أدت الأزمة إلى إقفال العديد من المحال التجارية، لاسيما المطاعم. ولفت إلى أن نسبة كبيرة من الغزاويين فقدوا مورد رزقهم، موضحا أن معلمي المدارس التابعة لبطريركية القدس للاتين لم يُسرحوا من الخدمة بل تقاضوا رواتبهم.
وأضاف كاهن رعية العائلة المقدسة في غزة أن الحصار المفروض على القطاع يلقي بثقله اليوم على المواطنين أكثر من أي وقت مضى، مع أنه ساهم في عدم انتقال العدوى إلى داخل القطاع. وختم بالقول إن التجهيزات الطبية التي قدّمها البابا فرنسيس ستساعد العاملين الصحيين على تشخيص المرض بدقة، موضحا أنها باتت اليوم بتصرف المختبرات التابعة لوزارة الصحة المحلية.