” البابوات والأكاديمية الحبرية للحياة ” كتاب يعكس تعليم البابوات المستمر حول العلاقة بين العلم والتكنولوجيا والأخلاقيات
نقلا عن الفاتيكان نيوز
20 يوليو 2020
أحاديث البابوات يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر وفرنسيس وتوجيهاتهم إلى الأكاديمية الحبرية للحياة منذ تأسيسها سنة 1994 هي محور كتاب أصدرته المكتية ودار النشر الفاتيكانية. وحول هذا الكتاب تحدث إلى موقغ فاتيكان نيوز رئيس الأكاديمية المطران فينشنسو باليا.
البابوات والأكاديمية الحبرية للحياة، هذا عنوان كتاب أصدرته المكتبة ودار النشر الفاتيكانية يعرِّف بمواقف وأفكار البابوات التي عكستها أحاديثهم ومداخلاتهم الموجهة إلى الأكاديمية، وذلك في فترة تميزت بتغيرات سريعة في العلوم والتقنيات، أي ما بين نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة. كما ويتضمن الكتاب استعراضا للمبادرات التي ميزت الأكاديمية الحبرية للحياة منذ تأسيسها سنة 1994 برغبة من البابا يوحنا بولس الثاني. يتطرق الكتاب بالتالي إلى سنوات الأكاديمية التي تزيد عن 25 والتي حظيت باهتمام ثلاثة بابوات، سنوات تُمَكننا من متابعة تطورات قضايا عديدة اهتم بها البابوات بشكل متواصل، وذلك حسب ما كتب الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في تمهيد الكتاب. وأكد أمين السر أن أحاديث البابوات التي يتضمنها هذا الإصدار يجب أن تُقرأ في ضوء الرسائل العامة وغيرها من الوثائق الحبرية وذلك للتمكن من فهم زخم كل نص.
هذا وقد أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة حول هذا الكتاب مع المطران فينشنسو باليا رئيس الأكاديمية الحبرية للحياة، فتحدث عن الرباط بين الأحاديث التي ينقلها الكتاب للبابوات الثلاثة، أي البابا القديس يوحنا بولس الثاني، والبابا الفخري بندكتس السادس عشر والبابا فرنسيس. وذكَّر في هذا السياق بحديث الكاردينال بارولين في تمهيد الكتاب عن تحفيز الإيمان للتأمل حول القضايا غير المسبوقة التي يطرحها علينا التاريخ، وأضاف المطران باليا أن الأكاديمية قد رأت من الهام جمع أحاديث البابوات الثلاثة التي تشكل تعليما نجح عبر استمراريته في قراءة التاريخ وديناميكيته، والعثور على الكلمات الملائمة لإنارة آفاق مختلفة.
وفي حديثه عن البابا القديس يوحنا بولس الثاني ذكر رئيس الأكاديمة الحبرية أنه قد تطرق، وبشكل خاص في الفترة من 1994 حتى 2005، إلى مواضيع الأخلاقيات البيولوجية كافة واضعا في المركز الكرامة البشرية في علاقتها بتطور الفكر العلمي. وأشار في هذا السياق إلى تكرار البابا القديس التأكيد على أن الأخلاقيات تنير العلم والقانون، وإلى تطرقه إلى قضايا علمية مع الاهتمام بالبعد الراعوي، وإلى تمحور فكره حول ما وصفها المطران باليا بثقافة الحياة.
وفيما يتعلق بالبابا الفخري بندكتس السادس عشر توقف رئيس الأكاديمية عند ثلاث قضايا كانت محور مداخلاته وأحاديثه، وهي الأخلاقيات والعلم، الإيمان والفكر، ودور الضمير الأخلاقي، فالثقة في العلم يجب ألا تجعلنا ننسى أولية الأخلاقيات، والثقة في الفكر تتفتح وتزداد غنى بالحوار مع الإيمان، وأولية الضمير الأخلاقي هي في المرتبة الأولى في تحدي الدفاع عن الحياة. وإلى الضمائر تتوجه الكنيسة في مآسي البشر وتعلن إنجيل الحياة داعية الجميع إلى الارتداد كي تكون الحياة إنسانية بالكامل دائما وكرامتها محمية.
أما البابا فرنسيس فقد أصبحت نظرة أكاديمية الحياة أكثر اتساعا بفضل تعليمه في استمرارية مع سلفَيه، حيث طلب قداسته من الأكاديمية خدمة الحياة البشرية لا فقط في بدايتها ونهايتها بل وفي كل لحظة. وللقيام بهذا، تابع رئيس الأكاديمية، أراد البابا فرنسيس علماء من مجالات مختلفة ومن انتماءت ثقافية ودينية متعددة. ومن هذه الدعوة تنطلق الدراسات حول القضايا الجديدة مثل التقنيات الحديثة وتأثيرها على التنمية وعلى جودة الحياة، تحسين إمكانية العلاج للجميع لا للبعض فقط، وأخلاقيات الحياة الشاملة التي تتطلب توسيع تحليلاتنا دراساتنا، وقضايا نهاية الحياة والعلاجات المخففة وغيرها.