التأمّل في أيقونة يوحنّا المعمدان بعد المعموديّة
التأمّل في أيقونة يوحنّا المعمدان بعد المعموديّة
قدّمها لكم الأب سامي حلّاق اليسوعيّ
هذه الأيقونة مستحدثة، وهي مستوحاة من صورة قديمة تعود إلى القرن التاسع عشر، وموجودة في دير مار سركيس بمعلولا. التصميم الحديث هذا للأب سامي حلاّق اليسوعي، وتنفيذ الرسّام رفيق عاصي، وهي موجودة في دير راهبات القلبين الأقدسين بطرطوس.
يوحنّا المعمدان
تصوّر الأيقونة يوحنّا المعمدان بعد حدث المعموديّة. يوحنّا المعمدان يجلس على صخرة في وسط نهر الأردن، مرتاحًا، وبيده طاس العماد، وهو يعيد ما فيه من مياه إلى النهر، إشارةً إلى أنّ رسالته انتهت مع قدوم المسيح.
يلبس يوحنّا وبر الإبل، ويظهر من تفاصيل جسمه وشعره الأشعث أنّه كان يعيش حياة زهدٍ في البرّيّة. يشير بيده اليسرى إلى السماء وهو يخبر الفتية خلفه: هوذا حمل الله، اتبعوه، ولا تبقوا عندي لأنّه أعظم منّي… عليّ أن أصغر، وعليه أن يكبر.
يحمل يوحنّا بيده عصا التفّت عليها الحيّة القديمة التي أغوت آدم وحوّاء، وتبدو وكأنّها تتربّص به شرًّا بسبب رسالته السامية التي قام بها، وسوف توسوس في ذهن هيروديّا لتطلب من الملك هيرودوس رأسه مقطوعًا.
خلف يوحنّا
يظهر خلف يوحنّا طفلان، فتى وفتاة، إشارة إلى أنّ الدعوة مفتوحة للجميع بدون تمييز في الجنس، وهي موجّهة لكلّ الناس البسطاء الذين يحملون في صدورهم قلوب أطفال، وفي أفكارهم بساطة الأطفال. بساطة يتمّ الإعلان عنها على صحيفة بعبارة «تعال اتبعني»، أي إن لم تصيروا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماء. أمّا الفتى فيمسك عصى يوحنّا كمَن يريد أن يسأل، ويوحنّا يجيب بالتفاتته وإشارة يده. أمّا السؤال فهو: أين نجد المسيح؟
خلف الطفلين شجرة بُتِرَ أحد أغصانها، تعبيرًا عن تعاليم يوحنّا المعمدان وتنبيهه: ها إنّ الفأس على أصول الشجر. كلّ شجرة لا تثمر تُقطَعُ وتُلقى في النار.
الطبيعة
جبلان صحراويّان، تعبيرًا عن البيئة التي عاش فيها يوحنّا، ونهر لأردنّ يسيل هادئًا في هذا المشهد إشارةً إلى حلول السلام على الأرض. ويتمّ الإلحاح على جوّ السلام هذا من خلال الغزال الذي يشرب آمنًا. على الضفّة المقابلة ليوحنّا نرى آثار أقدام المسيح. كان هنا، تعمّد على يد يوحنّا، ورحل. أمّا الملائكة الذين نجدهم في أيقونات المعموديّة مستعدّين لخدمة مسيح الربّ فيظهر واحد منهم، ملاك السيرافيم، وهو عائد إلى السماء بعد أن أدّى مهمّته في إكرام السيّد.
باعتمادك يا رب في نهر الأردن، ظهر السجود للثالوث. لأنّ صوت الآب كان يشهد لك، مبيّنًا إيّاك ابنًا محبوبًا. والروح في هيئة حمامة، يؤيّد حقيقة الكلمة. فيا مَن ظهر وأنار العالم، أيّها المسيح الإله المجد لك.
يسوعيون