التلاميذ يقطعون السنابل – الأب وليم سيدهم
التلاميذ يقطعون السنابل
علم الفريسيون فورًا أن التلاميذ يقطفون السنابل وهم في طريقهم إلى زيارة إحدى القرى في أورشليم. كيف جاء الخبر إليهم ولماذا يراقبون الناس ويضيقوا عليهم بهذه الطريقة؟! لأنهم يحصلون على رضى نفسي عالٍ حين يتسلطون على البشر.
كان هذا يحصل دائمًا في القرى. فالمرء حين يسير بين الأراضي المزروعة قمحًا يشده لوف السنابل الصفراء التي تحمل القمح. ومن الطبيعي أن يقطف التلاميذ سنابل القمح ويفركوها ويأكلوها وهم سائرين على الطريق وسط المزارع الخضراء.
لم يكن يسوع الوحيد الذي يسمح لتلاميذه بهذا التجاوز فهذه عادة الفلاحين والقرويين. دافع يسوع عن تلاميذه وذكر الفريسيين بأن داود النبي في إحدى جولات الصراع مع الأعداء وحينما نفذ الخبز الذي سيأكل منه دخل قدس الأقداس وأخذ خبز التقدمة ليسد جوعه رغم أن هذا الخبز لا يحل إلا للكهنة وحدهم.
أما الإتهام الثانى الذي وجهه التلاميذ ليسوع فهو عدم إحترام السبت. وبالتالي فهم ينتقدون يسوع على تفريطه مع تلاميذه حينما قطفوا القمح ثم تفريطه عنهم حينما تركهم يفعلون ذلك يوم السبت.
لماذا يعقد علماء الدين حياة الناس، ولماذا يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة معتبرين أنفسهم مفوضون من الله لعد أنفاس الناس ومراقبة سلوكهم. ألا يوجد دور لهم أفضل من ذلك؟ لماذا يتصرفون وكأنهم أوصياء على الناس. إن الكتاب المقدس مليء بهذه المهاترات التي تثيرها الفريسيون كل مرة يقدم يسوع عن عمد أو يتخذ موقفًا مدافعًا عن المرضى والفقراء والبرص.
وهنا نجد يسوع يتصرف بهدوء وبحكمة ويذكر علماء الدين بما حدث مع أجدادهم وآبائهم من لين وسعة أفق في تناول مثل هذه المسائل الحياتية اليومية.
المدهش أن يسوع نفسه واقف لهم بالمرصاد أيضًا فكل خزعبلاتهم وتسلُّطهم وكبريائهم لم يصرف يسوع عن نشر كلمة الله والتبشير بالملكوت فهو لا يهتز له طرفًا حينما يمارس حياته اليومية. الدليل على ذلك أنه لم يكف عن التجوال للبحث عن الخراف الضالة. ولم يفقد الأمل يومًا ما في اليهود البسطاء وفي تلاميذه اللذين كانوا في أشد الإحتياج لمن يدافع عنهم ويرفع صوتهم عاليًا.