stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

التلميذ والمعلم – الأب وليم سيدهم

360views

حينما نبحث في العلاقة بين يسوع المعلم وتلاميذه لا يمكننا أن ننسى أن نتحدث عن تلاميذ مدارسنا الذي يبلغ عددهم من الحضانة حتى آخر سنوات الجامعة حوالي 25 مليون تلميذًا وتلميذة في مصر كلها.

إن المشترك بين طرفي المقارنة هو مضمون الرسالة التي ينقلها المدرس الى تلميذه. وهل هي رسالة للنمو المعرفي والإنساني أم هي رسالة لتعقيم الفهم وحصره في مجرد ترديد كلمات دون فهمها.

يقول الكتاب المقدس على لسان يسوع: “لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ” (لو 6: 40). والمقصود هنا هم تلاميذ يسوع الأثنى عشر، ومضمون رسالتهم “التبشير بملكوت الله” إلا أن المعلم والتلميذ في مدارسنا فهي رسالة قهر وإخضاع التلميذ لمضمون قد يؤهله ليكون موظفًا في الحكومة لا يفهم، فهذا ليس مهمًا، إنما يطيع – غصبًا عنه – لرؤسائه في العمل.

لو أننا حاولنا أن نتخيل أن هذا التلميذ في مدارسنا هو التلميذ المسيحي، فنحن أمام تلميذ مطلوب منه شيئان الأول: طاعة الدولة، والثاني: طاعة المسيح، فهل نستطيع أن نحصل على مثل هذه المعادلة عند الطلبة المسيحيين؟ وكيف يستطيعون أن يوفقوا بين طاعة الله وطاعة الدولة؟

لا يمكننا في هذا السياق أن ننسى أن المسيح لا يطلب من تلاميذه أن يرفضوا طاعة الدولة، ولكن أن يفرقوا بين ما عليهم للدولة، وما عليهم نحو الله، لقد قال يسوع: «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ». (مر 12: 17).

إننا كمربين ومعلمين لتلاميذنا وتلميذاتنا المسيحيين على الأقل، علينا واجب تبصيرهم إيمانيًا لكي نشرح لهم كيف يجمعون بين طاعة الله وطاعة الدولة، ففي حصص التعليم المسيحي في المدارس يكمن الحل، إن وجد.

ونبدأ بإعتراف الدولة بحق المسيحيين في تعلم ديانتهم وهذا شيء طيب، والانجيل لا يمنعنا من أن نكون مواطنين صالحين ولكن حينما نتأمل في النص “لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ” (لو 6: 40). لابد أن نكمل النص على لسان المسيح: “إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ” (يو 15: 20). بمعنى أن الدولة يمثلها في المدرسة: الإدارة – المدرسون …….الخ، وبالتالي شبهة التعصب الأعمى لدين الغالبية موجود وكان في أوقات ضاغط جدًا وعنيف لا بل قاتل، وهنا نحن نتوقع أن حياة تلاميذنا يجب تأهيلها على تحمل صنوف المضايقات والاضطهادات، على اساس انها جزء من ايمانهم “وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي(كو 1: 24). كما قال الرسول بولس.

إن التلمذة الروحية والجسدية عليها أن تتعلم أفضل القيم وأفضل المناهج حتى تستطيع أن توازن بين ما يطلبه المسيح من حب واحترام وتضحية وعطاء وفرح …. الخ، وما تطلبه الدولة من خضوع واستيعاب لمختلف العلوم في الرياضة والهندسة وغيرها لتأهيل موظفي المستقبل.

ونُصر أن نقول مع بطرس الرسول  «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ،” (يو 6: 68).