الشهر المريمي اليوم الثالث والعشرون
العذراء مريم مثال لنا في ممارساتنا الواجبات والطقوس الدينية :
بعد ولادتها الطفل يسوع ، أكملت العذراء الطقوس الدينية عملأً باوامر الشريعة القديمة .
فبعد ثمانية أيام من ولادة الطفل أخذته مع القديس يوسف البار إلى حيث أجرت ختانته، وفي تلك المناسبة أُطلق عليه اسم ” يسوع ” اي ” المخلص ” ، كما سَمَّاهُ الملاك قَبْلَ أن يُحبلَ به ( لوقا ٢ : ٢١ ) .
وبعد أربعين يوماً من مولده وهي الفترة الضرورية لتُطهر المرأة بعد وضعها لوليدها، صعدت مريم تحمل يسوع يرافقهما القديس يوسف البتول إلى الهيكل من أجل تقديم يسوع وتقريب ذبيحةً عَنهُ ( لوقا ٢ : ٢٤).
أكملت مريم كلّ ذلك رغم أنها لم تكن تحتاج إليه ، لأنها قدّيسة ونقية وطاهرة ، وقد حبلت بقوة الروح القدس .
إن مريم بإتمامها هذه الفرائض الدينية أعطتنا درساً، وهو الأمانة في حفظ وصايا الله وإكمال طقوس الشريعة وقوانينها .
نحن أيضا لنا وصايا أمرنا بها المسيح ، ولنا مراسيم سنّتها الكنيسة على أبنائها لخلاصهم الروحي .
فعلينا أن نستعد لكافة الطقوس الكنسية إستعداداً لائقاً ونكمّلها بإجتهاد وإحترام، ونحاول فهم معانيها الروحية ، خاصةً أسرار الكنيسة السبعة : من العماد إلى الإعتراف والتناول وسماع القداس وسائر الاسرار الأُخرى التي وضعها ربّنا لتقديس نفوسنا وحياتنا بالنعم التي نحن بأمسّ الحاجةِ اليها .
فعلى مثال مريم أُمّنا ، علينا ان نكمّل هذا الواجبات الروحيّة باجتهاد ، ولا نهملها بل نستعد لها إستعداداً يليق بها، فتصبح واسطة للنعم والبركات لنا .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية والقدس والاردن للأرمن الكاثوليك