الشهر المريمي اليوم الحادي والثلاثون فعل التكريس لقلب مريم الطاهر
يا أمّ الرحمة وملكة السماء والأرض، يا ملاذ الخطأة وملجأهم ، إنّنا نُكرّسُ ذواتنا بطريقةٍ خاصّةٍ لقلبكِ الطاهر . وبِفعل التكريس هذا نصبو لنحيا معكِ وبكِ، كلّ الإرتباطات التي قبِلْنا بها ساعة تكرّسنا بالعماد . ونسعى كذلك لتتحقّق فينا التوبة الداخليّة التي دعا إليها الإنجيل والتي تحرّرنا من كلّ ارتباطٍ بذواتنا وبِمُسَايَرة العالم في حياته السّهلة، لنَكون كما كُنتِ أنتِ ، مُستعدّين دائمًا للعمل بمشيئة الله وإرادتهِ .
وهكذا، فإننّا نودّ أن نَهبكِ حياتنا ورِسالتنا المسيحيّة ، أنتِ أمّ الرحمة والرأفة والشفقة، لتَجعلي مِنها وسيلةً صالحةً لإنجاح عملكِ الخلاصيّ في هذه الساعة الحاسمة التي تشلّ العالم . كما نُريد أن نَحيا حياتنا وَفقَ مشيئتكِ خصوصًا فيما يتعلّق بتجديد روح الصلاة والتوبة والمشاركة الحارّة في القداس الإلهي ، وفي خدمة الرسالة المسيحية ، وفي تلاوة الإنجيل والورديّة يوميًا ، وبالتمسّك بنمط حياةٍ مسيحيّةٍ حازمة تكون قدوةً صالحةً للعالم بأسره ، باتّباعنا وصايا الله وبمُمارسة الفضائل الإلهية ، خصوصًا فضيلة الطاهرة !
ونعدُكِ أيضًا، بأنّ نتّحد مع قداسة البابا والأساقفة والكهنة، لنشكّل حاجزًا في وجه تيّارات الرفض الموجّهة ضدّ سفير المسيح والتي تُهدّد كيان الكنيسة بأسرِه . ونسألكِ ضارعين أن تشملي البابا ” ممثّل ابنكِ على الأرض”، المتألم على كنيسته، بعنايةٍ خاصّة !
أخيرًا، نَعِدُكِ بأن نحمل النفوس وبقدرِ ما نستطيع إلى أنّ نقوم بفعل تكريمٍ جديدٍ لكِ . وعلى الرغم مِن عِلمنا اليَقين، بأنّ الإلحاد قد بدّد إيمان الكثيرين، وبأنّ الدنس قد دخل الى هيكل الرّب وبأنّ الشرّ والخطيئة يتفاقمان كلّ يوم ، فإنّنا نرفعُ عيوننا نحوكِ وملء قلوبنا الثقة بكِ أنتِ أمّ يسوع وأمّنا الحنونة والمُقتدرة ، فمنكِ وحدكِ ننتظرُ الخلاص لجميع أبنائكِ يا أمّ الرحمة والشفقة، أيّتها العذراء الصالحة، آمين .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك