الشهر المريمي اليوم الرابع

الشهر المريمي 

مايو / أيار مع العذراء 

اليوم الرابع 

” إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ “

والعذراء صرخت : ” من كان ليقول للعالم إنّ صدري  العذري سيُرضعُ طفلاً  ؟ “.

لم يكن إبراهيم وزوجته قادرَين على إعطاء الحياة بسبب تقدّمهما في السنّ، إذ انطفأت شُعلة الشباب في جسديهما، لكنّ أملهما في الله بقي متّقدًا؛ فهو لم يضعف، بل كان أبديًّا لا يُدمّر.

لهذا السبب ، وفي غِياب أي أملٍ ، ولَد إبراهيمُ إسحَق ، الذي كان صورة منجزة عن الربّ . في الواقع ، لم يكن ممكنًا أن تحمل أحشاء سارة العقيمة إسحَق وأن تغذّيه من حليبها . ولم يكن ممكنًا أيضًا أن تحبل مريم العذراء، التي لم تعرف رجلاً ، بمخلّص العالم وأن تلده بدون أن تفقد عذريّتها … أمام باب الخيمة، قال الملاك للشيخ : ” في مِثْلِ هذا الوَقْتِ أَعودُ إلَيكَ وَيكونُ لِسارةَ ابنٌ ” ( تكوين ١٨ : ١٤ ) . كما قال ملاك الربّ لمريم : ” ها إنّ المملوءة نِعْمَةً سَتَحْبَلِ وَتَلِد ابْنًا ”    ( لوقا ١ :  ٢٨ – ٣١ ) . أمّا سارة ، فقد ضحكت حين فكّرت في عقمها وتذكّرت سنّها         (آية ١٢ ) ، وبدون أن تصدّق كلمة واحدة، صرخت قائلة : ” اَبَعْدَ هَرَمي أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ ؟ “. أمّا مريم التي كانت تريد المحافظة على عذريّتها، فقد تردّدت وقالتْ للملاك : ” كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً ؟ ” ( لوقا ١ : ٣٤ ) . طبعًا، كان الوعد مخالفًا للطبيعة، لكنّ ذاك الذي أعطى إسحَق لسارة ، رغم فقدان كلّ أمل ، قد وُلِد هو نفسه بحسب الجسد من مريم العذراء .

امتلأ سارة وإبراهيم فرحًا عند ولادة إسحَق بحسب وعد الربّ. كما اغتبط مريم ويوسف عندما وُلِد يسوع بحسب بشارة الملاك جبرائيل. صرخت العاقر: ” مَن كان ليقول لإبراهيم إنّ سارة سوف تُرضع ٱبنًا في شيخوختها ؟ ” ، وصرخت مريم : ” مَن كان ليقول للعالم إنّ صدري العذري سيُرضع طفلاً ؟ ” . والحقّ أنّ سارة لم تضحك بسبب إسحَق، بل بسبب الطفل الذي ولدَته مريم ، وكما أظهر يوحنا المعمدان غبطته حين ارتكض في أحشاء أمّه ، أظهرت سارة فرحها من خلال الضحك .

القديس مار افرام السرياني ( نحو ٣٠٦ – ٣٧٣ )

شماس في سورية وملفان الكنيسة

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا 

اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك