stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

الشهر المريمي مع العذراء اليوم الثاني والعشرون

2.1kviews

” لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة ” ( لوقا ١ : ٤٨ ) 

إنّ الحبَلُ بربّنا يسوع سبق فرُسم بالعلّيقة المشتعلة بالنار بدون أن تحترق (خروج ٣ : ٢ ). هكذا حملت مريم ابنها الإلهي بدون أن تفقد عُذريّتها . الربّ ، الذي مكث في هذه العلّيقة المشتعلة، قد سكن هو أيضًا في أحشاء مريم . فكما كان قد نزل في هذه العلّيقة كي يخلّص اليهود بإخراجهم من مِصر، هكذا حلّ في مريم لكي يفتدي البشر، باقتلاعهم من جهنّم .

إنّ اختيار الله لمريم من بين كلّ النساء كي يَلبس جسدنا، كان قد سبق فرُسِم في جُزاز جدعون ( قضاة ٦ : ٣٦ – ٤٠ ) . في الواقع، كما أنّ هذا الجُزاز قد تلقّى وحده الندى السَّماوي في حين أنّ الأراضي المجاورة كلّها بقيت جافّة ، كذلك أيضًا مريم وحدها قد امتلأت من هذا الندى الإلهي الذي لم يكن أيٌّ من الخلائق جديرًا به في العالم بأسره … العذراء مريم هي هذا الجُزاز الذي جعل الرّب يسوع المسيح منه سترة لنفسه . جُزاز جدعون قد تلقّى الندى من السماء بدون أن يمسّ بأذى ، ومريم قد حملت الإنسان الله بدون أن تخدش عُذريّتها …

أيُّها يسوع ، يا ابن الله الحي ، أنت الذي ، بإرادة الآب السماوي ومؤازرة الرُّوح القدس ،  خرجت من حضن أبيك كما يخرج النهر الهادئ من جنّة الابتهاج ، أنت يا من زرت أعماق أوديتنا ونظرت إلى تواضع أمتك ، قد حللت في أحشاء عذراء حيث ، بحبلٍ لا يوصف . أتضرّع إليك ، يا ربّي يسوع الرحيم ، باستحقاقات هذه العذراء أمّك ، أن تفيض نعمتك عليّ وعلى العالم أجمع ، أنا الخادم غير المستحقّ، كيما أبتغيك بحرارة ، وأحملك في قلبي بهذا الحبّ ، وأُنتج بمعونة هذه النعمة نفسها الثمار الخلاصيّة والمفيدة للأعمال الصالحة  لخدمتك وخدمة القريب  على مثالِ أُمّكَ الكُليّة الطهارة والكاملةُ القداسة . 

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا 

اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك