stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الطوباوي جوزيف ماري كازاديمونت فيلا راهب كلاريتي، شهيد Beato Giuseppe Maria Casademont Vila Chierico clarettiano, martire

15views

٢٦ يوليو ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

وُلد جوزيب ماريا كاساديمونت فيلا في 12 مارس 1915 في بلدة سانت فيليو دي بالارولس بمنطقة لا غاروتكسا في كتالونيا، لعائلة متدينة مكونة من والد يعمل حدادًا ووالدة معروفة بورعها، وكان أحد ستة أبناء. تعمّد بعد أيام قليلة من ولادته، ونال سر التثبيت في سن مبكرة، وهو ما يعكس انغماسه منذ البداية في الحياة الكنسية الكاثوليكية.

بدأت رحلة جوزيب ماريا نحو الحياة الدينية في صيف عام 1926 عندما التحق بالإكليريكية التابعة للرهبنة الكلاريتية، ورافقه في دراسته فرانسيسك كزافييه أمارجانت، الذي سيشاركه لاحقًا الشهادة. تنقّل في مراحل دراسته بين بارباسترو وسيرفيرا ثم فيك وسولسونا، حيث تلقى تعليمه في العلوم الإنسانية والفلسفة واللاهوت. ورغم تواضع أدائه الأكاديمي، فقد كان مجتهدًا ومثابرًا، وكتب عدة مقالات في صحيفة “المبشر” تعبيرًا عن التزامه بالرسالة التبشيرية.

تميّز جوزيب ماريا بتعلقه الشديد بقلب مريم الطاهر، وهو ما ظهر جليًا في كتاباته الروحية العميقة التي عبّر فيها عن رغبته في أن يجد في قلب مريم ملاذًا له في الحياة الروحية. كان هذا التعلق يشكل محور حياته التأملية والروحية، كما أنه منذ صغره أظهر رغبة صادقة في نيل نعمة الاستشهاد، وقد عبّر عن هذه الرغبة بوضوح في عام 1928، معتبرًا إياها أسمى مراتب التضحية.

في يوليو 1936، ومع اندلاع الثورة والاضطهاد الديني في إسبانيا، اضطُر جوزيب ماريا ورفاقه من الرهبان إلى مغادرة ديرهم في سيرفيرا، متنقلين من دير سان رامون إلى ماس كلاريت، ثم إلى قرى مجاورة بحثًا عن الأمان. لكن رحلتهم انتهت باعتقالهم في بلدة غيميرا، حيث أُودعوا السجن في سيوتاديلا. وفي 26 يوليو، نُقلوا إلى مقبرة ليريدا، وهناك تم إعدامهم رميًا بالرصاص، بعد أن أمضوا ساعاتهم الأخيرة في الصلاة والصمت والتأمل.

اعترفت الكنيسة الكاثوليكية رسميًا باستشهاد جوزيب ماريا كاساديمونت ورفاقه، وفي 21 ديسمبر 2016 أقرّ البابا فرنسيس مرسوم الاعتراف بهم كشهداء. وتوّج هذا الاعتراف بتطويبهم في احتفال ديني كبير أُقيم في 21 أكتوبر 2017 في كنيسة العائلة المقدسة ببرشلونة، حيث تم تخليد ذكراهم كمثال حي للثبات على الإيمان والتضحية حتى الموت. فلتكن صلاته معنا.