stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الطوباوي ماثيو (سيرافيني) باشيو مبشر الكبوشيين Beato Matteo (Serafini) da Bascio Iniziatore dei Cappuccini

8views

٦ أغسطس ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

وُلِد الأب ماثيو (سيرافيني) دا باشيو، المعروف لاحقًا بلقب “الطوباوي ماثيو”، نحو عام 1495 في منطقة مونتيفيلترو بإيطاليا لعائلة فلاحين بسيطة. منذ شبابه، أظهر ميولًا دينية قوية وانضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية حيث تعلّم اللاهوت ورُسم كاهنًا. إلا أنه سرعان ما شعر بعدم الارتياح تجاه تهاون الرهبان في تطبيق القاعدة الفرنسيسكانية الأصلية، فاختار طريق النسك والتقشف والوعظ المتجول، مقتديًا بحياة القديس فرنسيس الأسيزي.

في عام 1525، حصل على إذن من البابا كليمنت السابع ليعيش حياة النسك خارج الأديرة، مرتديًا زيًا جديدًا من القماش الخشن مع “كابوتشو” طويل مدبب، وهو ما منح الرهبنة الكبوشية اسمها. رغم الاضطهاد والاتهامات بالهرطقة، وُجِهَت إليه من قبل الرهبنة الفرنسيسكانية التقليدية ومحاكم التفتيش، تابع ماثيو رسالته في التبشير والدعوة للفقر والعودة للجذور الروحية للفرنسيسكانية.

لم يسع ماثيو لتأسيس رهبنة جديدة، لكن الآخرين الذين تأثروا به كوّنوا النواة الأولى للكبوشيين، وقد انتُخب ماثيو في أول مجمع عام لهم عام 1529 أول رئيس عام، لكنه استقال سريعًا وعاد إلى حياة التنقل والوعظ، مبتعدًا عن المناصب. تميّزت حياته بالبساطة والزهد، وكان شديد الحساسية تجاه الظلم، واشتهر بمواقف نبوية، كدخوله لمحكمة حاملاً مصباحًا يبحث عن “العدالة”، ما عرّضه للنفي والرفض الرسمي.

أُحيطت حياته بالعديد من المعجزات المنسوبة له، منها مواجهة مع “قرد شيطاني” في كا سورانزو، وإنقاذه لعمال ومساعدته لضحايا الطاعون. إلا أن الكنيسة لم تصادق رسميًا على هذه المعجزات، وظلت شخصيته مثيرة للجدل. توفي في 6 أغسطس 1552 في البندقية ودفن فيها، حيث لا تزال آثار حضوره ملموسة حتى اليوم، خصوصًا في كنيسة سان فرانشيسكو ديلا فينيا التي تحتضن رفاته.

ورغم أنه لم يُعلن قديسًا رسميًا، فإن ماثيو دا باشيو يُعدّ بحقّ مؤسس الرهبنة الكبوشية ومجدد الروح الفرنسيسكانية الحقيقية. ظل رمزًا للبساطة والصدق الروحي والنضال من أجل العدالة، وحظي باحترام خاص في البندقية. وهو مثال حيّ على أن الإصلاح الروحي غالبًا ما يواجه العقبات، لكنه يُثمر عندما ينبع من قلبٍ صادق وأمين لله. فلتكن صلاته معنا.