stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

النفاق حسب الاب كانتالامسا

892views

• مدينة الفاتيكان:‏

هذا العام، كانت دورة عظة أيام الصوم المقدمة لأعضاء كوريا الرومانية، موضوعها “تعال ‏بنفسك”، عبارة من القديس أغسطينوس من أطروحته عن الدين الحقيقى. موضوع مختار ‏للبقاء متواصلا من تأملات المجئ، التي تدور حول آية المزمور “عطشت نفسى الى الله، الى ‏الإله الحى. متى أجئ و أتراءى قدام الله؟”‏

هذه الجمعة، قدم الأب رانييرو كانتالاميسا إنعكاسا على نقاء القلب، شرط لرؤية “الله”. بعد ‏ذكر النقاوة بإيجاز بمعنى “سلوك معين في مجال الجنس، يتميز بضرورة إحترام إرادة ‏الخالق و الغرض الجوهرى من الحياة الجنسية “نفسها” و معارضة “خطيئة النجاسة”، كرس ‏الأب كانتالاميسا تحليله للمعنى الآخر لتعبير “القلوب النقية” “بر النوايا، عمليا على الفضيلة ‏خلافا للنفاق.” إعتمادا على الأناجيل و العديد من الفلاسفة، اقترح الواعظ أن ” نعترف بجزء ‏النفاق في أفعالنا بوعى أو بدون وعى.”‏

• ما هو النفاق؟

تأتى كلمة النفاق من مصطلح مسرحى، و يمكن تعريفها بحقيقة “وضع قناع، التوقف عن ‏كونك شخصا لتصبح شخصية.”‏
‏”ان الشخصية ليست سوى فساد الشخص. الشخص هو وجه، الشخصية قناع. الشخص هو ‏عرى جذرى، الشخصية هي كل الملابس. يحب الشخص الأصالة و ما هو أساسى، تعيش ‏الشخصية على الخيال و الخدعة. يطيع الشخص قناعاته الخاصة، و تطيع الشخصية نص ‏مكتوب.” و أوضح الأب كانتالاميسا أن الشخص متواضع و خفيف، الشخصية ثقيلة و ‏مرهقة.”‏

حذر الواعظ من أن “النزعة الفطرية للإنسان تزداد بشكل كبير من خلال الثقافة الحالية التي ‏تهيمن عليها الصورة.” خطر آخر يكمن في “كثرة الطقوس التي اعتاد المتدينون على أدائها و ‏الوصفات الطبية التي يلتزمون بها. اذا لم تكن مصحوبة بجهد مستمر لإدخال الروح، بمحبة ‏الله و الآخر، تصبح هذه الطقوس صدفات فارغة.” و حينما يكون النفاق متجذرا ماكرا في ‏الروح، “إنه يخلق، مثلما هو الحال في الزواج، كما هو الحال في الحياة المكرسة، مثل “حياة ‏مزدوجة”: “واحدة واضحة و أخرى مخفية، في كثير من الأحيان ، تكون الحياة نهارية، و ‏الأخرى ليلية. إنها أخطر حالة روحية للروح، حيث يصبح من الصعب جدا الخروج منها، ما ‏لم يتدخل شيء من الخارج لكسر الجدار الذى أغلقنا أنفسنا بداخله.” ‏

النفاق هو سلوك رفضه يسوع مرارا و تكرارا في الإنجيل، على سبيل المثال في إنجيل ‏القديس متى (متى 2:6) “فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق، كما يفعل المراؤون ‏في المجامع و في الأزقة، اكى يمجدوا من الناس. الحق أقول لكم: إنهم قد إستوفوا أجرهم!” ‏يحذر يسوع من الدينونة التي تشبه “تشبه سيفا مشتعلا”، بحسب الأب كابوسين.‏

ان مواجهة ميل المرء الى النفاق هو أمر ممكن، على الرغم من “أنه لن يكون أبدا إنتصارا ‏من أول مرة.” أثار الأب كانتالاميسا وسيلتان. أولا، “تصحيح النية. نصل الى بر النية ‏بالتصحيح المستمر و اليومى لنياتنا. نية الإرادة – و ليس الشعور الطبيعى – هو ما يصنع ‏الفرق في نظر الله”، و أيضا “إخفاء الخير الذى نقوم به. تفضيل هذه الإيماءات الخفية التي ‏لن تفسدها أي نظرة أرضية و التي ستحافظ على كل عطائها لله.” ‏

كما كتب القديس يوحنا الصليب، “يسعد الله أكثر بكثير بالأعمال الصغيرة، التي تتم في السر ‏و العزلة، دون الرغبة في أن ترى، أكثر من العديد من الأعمال العظيمة التي تتم برغبة ‏إظهارها للناس.” صدى من الإنجيل، حيث يوصى يسوع “لكى تكون صدقتك في الخفاء، ‏صلاتك في الخفاء، صيامك في الخفاء، فأبوك الذى يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.” ‏‏(راجع متى 6: 4 – 18).‏
علق الأب كانتالاميسا، موصيا ب “التمييز بين ما هو أفضل، أن يرانا الآخرين، أو لا ‏يرونا”.‏

• البساطة، طريق صعب لنقاء القلب:‏

كرس الأب كابوسين جزءا كبيرا من عظته عن الفضيلة المناهضة للنفاق، تحثنا كلمة الله ‏على “زرع”: البساطة.‏
كلمة “البساطة” لها دوما المعنى السلبى للسذاجة و السطحية و التهور. يهتم يسوع بإستبعاد ‏هذا المعنى، و التوصية: “كن وديعا مثل الحمام” فهو يتبع الدعوة ل”تكن حكيما كالحيات”. ‏اعتمد القديس بولس على تشجيع “تفتيش المنزل الداخلى، القلب” و “نزع ك ما هو قديم و ‏فاسد ليصبح “عجينة جديدة” (راجع 1 كو 5، 7-8). و قال: “النية النقية و البسيطة تجمع ‏قوى الروح المشتتة، و تهيئ العقل و توحده مع الله.” ‏
‏”انها البداية و النهاية و تجميل جميع الفضائل. رعاية الله وحده و الحكم على الأشياء التي ‏تتعلق به فقط، البساطة ترفض التوبيخ و النفاق و كل إزدواجية.‏
النية الطاهرة و المستقيمة هي تلك العين البسيطة التي ذكرها يسوع في الإنجيل، و التي تضئ ‏الجسد كله، أي كل حياة و أفعال الإنسان، التي تحافظ عليه من الخطيئة.”‏

لكن لتبسيط كيان الشخص كله “هو واحد من أكثر الأشياء الشاقة و الجميلة في المسار ‏الروحى.‏
البساطة هي سمة الشخص التي طهرته التوبة الحقيقية، لأنها نتيجة للإنفصال الكامل عن ‏النفس و محبة المسيح. يتم تحقيق ذلك تدريجيا دون أن يحبطنا السقوط، و لكن بتصميم على ‏طلب الله لنفسه و ليس لأنفسنا.‏

في ختام تأمله، إستشهد الأب كانتالاميسا بمزمور (138 – 139)، موصيا “قراءته ببطء و ‏بشكل متكرر، كما لو كنا نقرأه لأول مرة، أو بالأحرى، كما لو كنا نؤلفه بأنفسنا أو كما لو ‏كنا أول من ننطقه. و أؤكد أنه اذا كان النفاق و الإزدواجية يتمثلان في التطلع الى نظرة ‏الناس أكثر من نظرة الله، سوف نجد هناك العلاج الأكثر فعالية.”‏