العمل المسكوني، لكي يستمر روح الوحدة في الزمن
نقلا عن الفاتيكان نيوز
20 يناير 2021
كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .
الاعتراف بأننا ننتمي إلى أصل كل الكنائس الذي هو المسيح. هذا هو روح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، الذي سيُختتم في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير بالاحتفال بصلاة الغروب يترأسها قداسة البابا فرنسيس في بازيليك القديس بولس خارج اسوار روما. رئيس أمانة النشاطات المسكونيّة: “التحدي هو أن ننقل الروح المسكونية للأجيال الجديدة وعلى مدار العام”.
في ذكرى ماريا فينياني، التي توفيت لسنة خلت عن عمر يناهز التسعة والتسعين عامًا، وهي رائدة الحركة المسكونية في إيطاليا، يقودنا أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، الذي سيُختتم في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير، إلى التأمُّل هذا العام حول صورة الكرمة والأغصان، كما في المقطع الإنجيلي للرسول يوحنا. في الواقع، الموضوع هو: “اُثبُتوا في مَحَبَّتي. واحملوا ثمارًا وافرة”. إنَّ الكرمة هو المسيح والمزارع هو الآب. لا يمكننا أن نُثمر إلا في المسيح. وبهذا المعنى – يقول بييرو ستيفاني، الرئيس الوطني لأمانة النشاطات المسكونيّة، التي أسستها ماريا فينياني – المسيح هو أساس جميع الكنائس، وبفضل هذا الأمر نحن لا نؤتي ثمارًا لأننا ننتمي إلى كنيسة واحدة، ولكن بقدر ما أنَّ جميع الكنائس هي كنائس المسيح.
ويشرح بييرو ستيفاني تشهد الحركة المسكونية لحظة معقدة بشكل خاص، ليس فقط بسبب وضع الوباء الحالي، وإنما أيضًا لأن المسيحية في بعض المناطق، وخاصة في أوروبا، تعاني بالتأكيد من تراجع في الحضور العام، مما يؤثر على الحياة الجماعية. ومن هنا تأتي الدعوة: إذا لم تجتمع الكنائس لإعادة إطلاق الإنجيل، فإن الرسالة المسيحية ستتعرض للخطر بشكل متزايد مقارنة باللحظات التاريخية الأخرى التي كانت فيها الكنائس أكثر صلابة.
تابع الرئيس الوطني لأمانة النشاطات المسكونيّة يقول إنَّ العمل المسكوني هو الآن خط لا مفر منه لنقل رسالة الإنجيل، وأضاف صحيح أن العمل المسكوني ليس مجرد مسألة مبادئ وإنما علاقات. فبعض الحقائق هي صغيرة جدًا فيما يمكننا وجود البعض الآخر بسهولة أكبر. خلال العقود الأخيرة، على سبيل المثال، تغيرت العلاقة مع العالم الأرثوذكسي كثيرًا الذي هو أقرب بكثير مما كان عليه في الماضي، يكفي أن نفكِّر فقط في الرومانيين ووجودهم الواسع في جميع أنحاء الأراضي الإيطالية. إنَّ أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين هو وقت قوي للعودة إلى طلب روح الشركة بين الكنائس. ومع ذلك، دون التقليل من أهميّته وقوّته، يؤكد ستيفاني على خطر من أن يصبح هذا الأسبوع وقفة منعزلة. سيكون من المستحسن أن نفكّر في الأمر كجزء من مسيرة تنشئة مخففة على مدار العام. في هذا الصدد، اقترح الرئيس الوطني لأمانة النشاطات المسكونيّة، مسارًا داخليًا لهذه الفترة الزمنية ليتم تمديدها حتى عيد العنصرة، وهو الاحتفال الكبير الآخر المعترف به على المستوى الجماعي.
تابع بييرو ستيفاني مؤكِّدًا أنَّ للروح المسكونية مستوى من اللقاء الذي يمكن القيام به الآن بطريقة مباشرة ومستوى من الأسئلة العالقة المتجذرة في الثقافة والتاريخ واللاهوت. وبالتالي فالمفارقة هي أن جميع الكنائس التاريخية تجد صعوبة في نقل رسالة البشارة من جيل إلى جيل. وتقودنا هذه الصعوبة الداخلية لكي نرى التشابه بين الكنائس المختلفة والذي يتعلّق بشكل بناء قصص الإيمان. ولذلك يقترح الرئيس الوطني لأمانة النشاطات المسكونيّة، خلال الصيف المقبل، جلسة عمل مكرسة لموضوع اللغة في نقل الروح المسكونية للشباب.
وختم بييرو ستيفاني، الرئيس الوطني لأمانة النشاطات المسكونيّة بالقول يوم الأحد المقبل، المصادف في الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير)، سيتم الاحتفال بيوم أحد الكلمة. مناسبة خاصة لكي نجمع شعب الله حول الكتاب المقدس، كما يدعونا البابا فرنسيس. يوم عيد واحتفال لكي نضع في محور حياتنا إلى جانب الإفخارستيا الإصغاء إلى الكتاب المقدّس من خلال الخبرات ولحظات القراءة، والتعمق والتأمّل الروحي التي يمكننا عيشها في الجماعة. يوم يصادف في إطار أسبوع الوحدة لكي يذكّرنا بأن ما يوحد جميع المسيحيين هو المعمودية والكلمة. إنَّ الكلمة هي أفق يشكل المسيحية والمواظبة عليها ليست فقط معرفة المسيح وإنما هي أيضًا معرفة جميع المؤمنين الذين يؤمنون بالمسيح.