الغضب
الآباء الساليزيان
نقرأ في حياة “آباء الصحراء” أن ناسكا متوحّدًا شعر أن الغضب يشتعل على الدوام في عروقه. فقال في سرّه: “أذهب إلى الصحراء، فهناك على الأقل لا أرى أحدًا أستطيع مخاصمته، فلا تنبثق أمامي في كلّ ساعة سوانح وفرص لإثارة الغضب في داخلي. فلا شك أن الآخرين هم المسبّبون لذلك الغضب”.
قال هذا، وأخذ معه الزاد وجرّة الماء وعصا الترحال. ولما وصل إلى كهفه، وضع الزاد والعصا ناحيةً، ثم تناول الجرّة محاولاً إحكام وضعها. فمالت يمينا، فقوّم اعوجاجها، فمالت شمالاً، فأرجعها قليلاً إلى الوراء مجرّبًا إصلاح الحال، فأوشكت أن تسقط… عندئذ عيل صبره ورفع الجرّة بيديه وخبط بها الأرض… ثم عاد إلى نفسه وقال: “هاأنذا وحدي الآن، ومع ذلك احتدمتُ غضبًا… فسببُ الغضب فيّ إذا، لا في الغير”.
عن موقع جمعية التعليم المسيحي بحلب