الفطنة..المطران عادل زكي

“كونوا ساكنين بحسب الفطنة….” (1 بط 3: 7)

“الحذر هو الحب الذي يميز، يتبصّر بين ما هو مفيد وما هو ضار (القديس أعسطينوس)

“الحذر هو أم الأمان” (ديكتون)

الحذر هو الخصلة التي تتيح / تبين المخاطر والأخطاء، وترشد إلى فعل ما يليق في مسيرة الحياة.

الحذر يجهد في تمييز وإختيار الجيد، والصالح والمفيد. وهو يختلف عن الحكمة، بكونه قائماً على الحسابات.

وفق أرسطو، الحذر هو موقف يتيح للمرء أن يقرر، بصواب، ما هو صالح له أو سيئ، في وضع محدد، كي يعمل لخير مصالحه.

“أن الفطنة شرط أساسي لجميع الفضائل الأخرى، فبمعزل عنها، لا تعرف أية فضيلة ما يتعين عليها فعله”.

ويؤكد القديس توما الإكويني: “من الضروري أن ينطوي العقل على فضيلة فكرية توفر له قدراً كافياً من الكمال كي يتصرف تصرفاً سوياً حيال الوسائل التي يتعين إستخدامها، هذه الفضيلة هي الفطنة”.

منتقدو الحذر يعترضون بأنه ليس عدلاً ولا هو حب”.

عندما يسود الحذر في كل مكان، لا مكان للجرأة على الإطلاق”.

ولوحظ أن القوم الطيبين هم، غالباً، غير حذرين، لفرط طيبتهم، في حين أن الحذرين هم نادراً طيبون.

ليس الحذر علماً ولكنه يقوم مقامه، عندما يكون العلم غائباً.

الحيوانات تمتلك العريزة، وبها تتنظّم وتتوجّه، وتتفادى الألم، وتعثر على اللذة، أما البشر الحكماء، فيمتلكون الفطنة.

ولكن الحذر ليس جبناً ولا ينفي المخاطرة ولكنه يحسن الخيارات لكي يواجه المخاطر. ولكن ينبغي ألا يحكم الحذر الفضيلة بل” الحذر يسدي النصح، والأخلاق تأمر” على حد قول (كانت). والحالة المثلى هي أن يكون الحب دافع أفعالنا (لو12: 13)، والفطنة هاديها.

وحيال المخاطر التي تنتجها تجاوزات حضارتنا البشرية، الفطنة ضرورية.

“الفطنة هي مبدأ العمل السوي، وهي تتباين عن الجبن والخوف، وعن الإزدواجية والرياء. “مثل وكيل الظلم” (لوقا 16: 1 -12) إنها تقود سائر الفضائل وتحدد لها القاعدة والقياس.

إنها توجّه حكم الضمير. غير أن الحدود تبقى مبهمة بين الحذر والوجل.

ولابدّ في الحياة من بعض إقدام”.

هناك حذر جيد، وحذر سيئ. (1 كو 2: 14) الإفراط من الحذر يقطع أجنحة العمل ولكنه يضمن البقاء.

البقاء وإنجاح الحياة يقتضيان الإقدام على المخاطرة، عندما تستأهل عواقبها ذلك.

وحينئذ في سبيل قضية كبرى، يمكن الإغضاء عن الحذر.

* مرادفات: حكمة – سداد رأس – اعتدال – حيطة – اتزان – حذر

أضــــداد: طيش – تهور – جنون

وطنى