القديسة إليزابيت ملكة البرتغال Sant’ Elisabetta del Portogallo – Regina
4 يوليــو
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
وُلِدَت “إليزابيت” عام 1271م بإسبانيا، للعائلة المالكة. والدها هو الملك “بيتر الثالث” ووالدتها هي الملكة “كونستانسا من صقلية”..
ظهر على إليزابيت منذ صباها حماساً روحياً كبيراً، فقد كانت تصلّي القداس يومياً وكذلك صلوات الساعات، وتصوم الأصوام الطقسية، وأصوام أخرى تضيفها هي لنفسها كسرّ روحي تعيشه مع الله، وتجتهد كثيراً بأن لا تتعلق بحياة الترف التي تتوفر لها من خلال ميلادها في عائلة ملكية، فإنها كانت عاشقة للإستماع إلى ألحان الكورال الكنسي، مما يدفعها لزيارة الكنيسة مرة أخرى لتستمع إليهم وتغسل قلبها بكلمات التسبيح.
الزواج:
رغم ميلها لحياة العُزلة والتأمل، إلا أنها على عادة الملوك تزوجت في سنِّ صغيرة، من “دينيس” ملك البرتغال، الذي قام بتمليك عروسه بعض المدن البرتغالية، كجزء من هدية الزواج. وقد تمت المراسم في عام 1288م، حيث كانت بعمر السابعة عشر.
كان الملك الشاب دينيس شاعراً ورجل دولة، كما كان مهتماً بالبيئة والزراعة لدرجة جعلته مشهوراً بإسم “الملك الفَلاّح” و”الملك الشاعر”، لكنه لم يكن على قَدْر روحانية وتقوى عروسه إليزابيت.
جهودها الخيرية خلال فترة زواجها:
إستطاعت إليزابيت أن تعيش دعوة زواجها دون أن تُهمل ميولها الروحية، فقد كانت تحافظ على صلواتها وأصوامها كما اهتمت كثيراً بفقراء البرتغال، وكرست الكثير من الوقت والمال لمساعدتهم بشكل مكثف. ويُذكَر أنها تبرعت بكل ما لها من دقيق لمساعدة الذين عانوا المجاعة في كويمبرا خلال المجاعة التي ضربت المدينة عام 1293م.
كما كانت معروفة بأدبها وبساطتها في الحديث مع خدم قصرها وكذلك بساطة الملابس مع الحفاظ على الذوق الرفيع، حيث لم تتصرَّف التصرفات المُعتادة من الملكات والدالة على العِزَّة والكبرياء.
يُذكَر عنها أنها كانت تقوم بتشييد أماكن لراحة الحجاج الروحيين بالبرتغال على نفقتها الخاصة بحيث يكون بها خدمات طبية عن طريق رهبان الأديرة وتتوافر فيها أغذية لمساعدتهم على إكمال الطريق. وأيضاً من نفقتها الخاصة كانت تدفع تكاليف زيجات الفتيات الفقيرات، وتكاليف تعليم أطفال النبلاء الذين خسروا أموالهم، والأطفال الفقراء النابغين دراسياً.
كما ساهمت في بناء أكثر من مستشفى في مدن برتغالية ، ساهمت في بناء دير الثالوث الأقدس بالعاصمة البرتغالية لشبونة، وعدد من الكنائس في المدن التي ملَّكها إياها زوجها
صانعة السلام:
إهتمت إليزبيت كزوجة تقية بإحلال السلام وكانت تُتابع بل وتُعطي إستشارات كلها موجهة نحو السلام ونبذ العنف،.!
الملكة الأرملة:
توفِّيَ الملك دينيس عام 1325م، فاشتاقت أرملته الملكة إليزابيت لحياة الاعتكاف التام وتقاعدت في دير القديسة كلارا للراهبات الفرنسيسكانيات، وهو دير شيدته هي عام 1314م بمدينة كويمبرا وسط البرتغال، وكأنها كانت تخطط لختام حياتها به. حيث تكرَّست تكريساً للرهبنة الفرنسيسكانية العلمانية ، وكرَّست حياتها بالتمام لأوقات صلاة وخلوة روحية وأوقات مُكرَّسة لخدمة الفقراء والمرضىَ في الخفاء دون دعايا أو شُهرة، حيث لم يُعرف عنها نشاطها الخدمي من خلال الدير إلا بعد وفاتها.
واصيبت بحُمّىَ شديدة، وعلى أثرها رقدت بعطر القداسة يوم 4 يوليو 1336م، بعمر الخامسة والستين.
دُفِنت بدير القديسة كلارا الذي عاشت فيه سنوات اعتكافها.
تم إعلان قداستها عن يد البابا أوربانوس الثامن عام 1625م. وهي شفيعة مدينة كويمبرا، وشفيعة صُنّاع السلام في العالم .
فلتكن صلاتها معنا