stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة أنجيـــلا من فولينيـو

311views

4 ينايــر

إعـداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني .

ولدت أنجيلا سنة 1248م بمدينة فولينيو بالقرب من مدينة اسيزي بإيطاليا ، في عائلة ميسورة، توفى والدها وهى مازالت طفلة صغيرة ، وربتها أمها بطريقة سطحية. في وقت مبكر جداً، تعرفت إلى البيئات الدنيوية في مدينة فولينيو حيث تعرفت إلى رجل تزوجت به في العشرين من عمرها وأنجبت منه أطفالاً.

اتسمت حياتها باللامبالاة لدرجة أنها كانت تحتقر من كانوا يدعون “التائبين” – الذين كانوا كثيرين في تلك الحقبة – أي الذين كانوا يبيعون ممتلكاتهم ويعيشون في الصلاة والصوم وخدمة الكنيسة والمحبة في سبيل اتباع المسيح . ويعيشون في الصلاة والصوم وفي خدمة الكنيسة واعمال الرحمة والخير .

آثرت بعض الأحداث ، كالزلزال العنيف الذى حدث عام 1279م ، وأحد الأعاصير والحرب ضد مدينة بيروجيا وعواقبها الوخيمة ، على حياة أنجيلا التى بدأت تعى تدريجياً ذنوبها حتى قامت بخطوة حاسمة ، فقد ابتهلت إلى القديس فرنسيس الأسيزي ، الذى تراءى لها ، لتطلب مشورته ، فذهبت إلى مدينة اسيزي لتزور الأماكن الفرنسيسكانية هناك ، فبكت بشدة على بشاعة خطاياها ، فجاءها صوت المسيح يقول لها : ” إنشغلي بي ، وأنشغل بك ” .

مارست سر المصالحة لدى كاهن فى كنيسة القديس فيليتشانو . وانضمت إلى الرهبنة الثالثة الفرنسيسكانية العلمانية عام 1285م ، وتوالت عليها الصعوبات من قبل والدتها وزوجها اللذين وصفا هذا القرار بانه عار لاسرة لها تقاليدها العريقة . لكن رحمة الرب أسرعت لتعضدها .

ففى وقت قصير فقدت والدتها وزوجها وأولادها ، هكذا اصبحت متفرغة لله بكليتها دون اى عوائق . بدأت مسيرة التوبة والتعمق في السرار الإلهية والإرشاد الروحى على يد الأب أورنالدو الذى كان يتمتع بشفافية إلهية ، وهو الذى كتب للقديسة أنجيلا كتاب ” الرؤى العجيبة والتعزية ” .

تحدثت فيه القديسة انجيلا عن عمل النعمة الإلهية فى طريق التوبة ، الذى يجعلنا نقطع ثماني عشرة خطوة تدعى بالخطوات الروحية .

وقد أمرها الله أن تملى على مرشدها الرؤى التى كانت تشاهدها والحديث الذى دار بينها وبين حبيبها يسوع فجاءت أجمل الصفحات فى التصوف المسيحي والفرنسيسكاني ، وأصبح كتاب ” الرؤى العجيبة والتعزيات الروحية ” منهج للاهوت النسكي . علماً بأنها لم تتعلم اللاهوت ومع ذلك دعيت معلمة اللاهوتين . لم يكن علمها نتيجة دراسة أو ثقافة ، بل من وحى إلهي . كانت تكن حباً شديداً ليسوع وكانت في حديث دائم معه .

فى مساء 3 يناير عام 1309م طارت نفسها الطاهرة إلى ربها الحبيب ودفنت فى كنيسة القديس فرنسيس فى فولينيو. إن ذكراها تدوم مع كتابها الذى كتبه لها الأب أورنالدو عن الرؤى والوحي وما زالت تردد لنا أن كل إنسان يستطيع ويجب أن يحب الله الذى فيه كل السعادة ، فالله هو الحب الحقيقي للنفوس .

وفي 7 مايو عام 1701م رفعها قداسة البابا اكليمنس الحادي عشر إلى مصاف الطوباويين . وأعلنها قديسة البابا فرنسيس يوم 9 أكتوبر عام 2013م .

قال قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر : لقد بدأت حياة القديسة أنجيلا بِحياة دنيويّة، بعيدًا بما فيه الكفاية عن الله. ولكن بعد اللقاء مع شخصيّة القديس فرنسيس، وأخيرًا، اللقاء مع المسيح المصلوب أيقظ نفسها إلى وجود الله. لأنّه وحدها مع الله تصبح الحياة حياةً حقيقيّة، لأنّها تصير، في الألم بسبب الخطيئة، محبّة وفرحًا.

وهكذا تُكلّمنا القدّيسة أنجيلا. نحن اليوم جميعًا في خطر العيش كما لو كان الله غير موجود: يبدو بعيدًا للغاية عن الحياة اليوميّة.
ولكن لدى الله ألف طريقة، لكلّ واحدٍ طريقه، كي يصل إلى نفسنا، لِيُبيِّن أنّه موجود وأنّه يعرفني ويحبّني. تريد منّا القديسة أنجيلا أن نتنبّه لهذه العلامات التي يمسّ الربّ بها أنفسنا، أن نتنبّه لحضور الله، لنتعلّم هكذا الطريق مع الله وصوب الله، بالشرِكة مع المسيح المصلوب. لِنصلِّ إلى الربّ كي يجعلنا نتنبّه إلى علامات حضوره، ويعلّمنا كيف نعيش حقًّا.

فلتكن صلاتها معنا