القديسة بريجيتا الراهبة شفيعة السويد Santa Brigida di Svezia Religiosa, fondatrice

٢٣ يوليو ٢٠٢٥
إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني
وُلدت بريجيتا في أوائل القرن الرابع عشر، في قصر فينيسا الواقع بالقرب من مدينة أيسالا، والتي كانت حينها عاصمة مملكة السويد المعروفة آنذاك باسم “آسوج”. نشأت في عائلة نبيلة تنحدر من سلالة ملوك السويد القدماء، مما منحها مكانة مرموقة في المجتمع منذ ولادتها، إلا أن المجد الحقيقي لعائلتها لم يكن في النسب وحده، بل في تمسكها بالقيم الدينية والفضائل المسيحية.
كان والدا بريجيتا، الأمير بيرجر والأميرة انجيورجة، مثالًا للورع والتقوى، حيث عرفا بالتزامهما الروحي الصادق. اعتادا على التقرّب إلى الأسرار الإلهية كل يوم جمعة، محافظين على فريضة الصيام بدقة وورع. كما كانا يخصصان وقتًا للعبادة ويعيشان حياة مكرسة لخدمة الله، فانعكست هذه الحياة الروحية على أسلوب تربيتهما لأولادهما.
لم يكتفِ الوالدان بالتقوى الشخصية، بل ساهما في تنمية المجتمع من خلال تأسيس الكنائس والمدارس والأديار، مما جعل اسمهما مقترنًا بالعطاء الديني والاجتماعي. وقد نال عملهما بركة إلهية، إذ رُزقا بعدد كبير من الأولاد، وكان ذلك علامة رضا من الله عليهما، وتأكيدًا على فضلهما المستمر في حياة الآخرين.
وسط هذه الأجواء الروحية نشأت بريجيتا، التي أصبحت في ما بعد أعظم بركة نالها والداها، ومصدر فخر كبير لعائلتها وبلادها. فقد تميزت منذ صغرها بالتقوى والذكاء الروحي، واستمر تأثيرها في الازدياد حتى أصبحت من أبرز النساء القديسات في تاريخ الكنيسة، ليس فقط في السويد، بل في أوروبا كلها.
توفيت القديسة بريجيتا في 23 يوليو عام 1373، في روما، بعد حياة مليئة بالإيمان والخدمة. وتم إعلان قداستها رسميًا من قبل البابا بونيفاسيوس التاسع في 7 أكتوبر عام 1391. ومنذ ذلك الحين، اعتُبرت إحدى شفيعات أوروبا، وظلت سيرتها مصدر إلهام للمؤمنين ومحط إعجاب لتاريخ من الطهر والعمل المقدس. فلتكن صلاتها معنا.