القديسة تريزا تمطر البركات الروحية على ابناء اسيوط

كسائر المصلين وقفت اتأمل دخولها إلى الكنيسة محمولة على اعناق الشباب ، العيون شاخصة والوجوه مبتهجة للقادمة الجليلة ، الشمامسة يرتلون الالحان القبطية يتبعهم جوقة الكورال بالترانيم الروحية لتريز الكرملية . فى قلوب المصلين الكثير من الضيقات والأمنيات جاءوا يضعونها بين يدى الشفيعة القديرة ، واثقين فى رفعة مكانتها عند العريس الإلهى الذى أحبته حتى الجنون . لم يكتف المصلون بالابتهال إليها خلال ساعات الزيارة فحسب بل راح بعضهم يتلو تساعية للثالوث الاقدس لنيل النعم بشفاعتها ، مدة تسعة ايام متتالية ، حتى حظى الكثيرون منهم بالبركات الروحية والخبرات الايمانية ، يعترف كاتب هذه السطور بامتنان انه كان أحدهم . لقد تسلل حب تريز إلى قلوب الكثيرين على ارض مصر وراحت سيرتها وخواطرها تتناقلها الأفواه من موقع إلى اخر كدروس مستفادة من كنز جمالها الروحى .

كانت القديسة تريزا الطفل يسوع قد زارت ايبارشية اسيوط للاقباط الكاثوليك مدة سبعة عشر يوماً بدأت يوم السبت 12 اكتوبر وانتهت صباح الاثنين 28 اكتوبر 2019 . وقد رافق القديسة فى زيارتها من الاباء الكرمل الاب باتريك شادينى ، والاب يوحنا مرقس والاخ زكريا حربى .

بكنيسة قلب يسوع الاقدس للاقباط الكاثوليك بالقوصية يوم الاثنين 21 اكتوبر 2019 قال الاب باتريك شادينى : انا سعيد جداً اليوم ان تكون القديسة تريزا بينكم فهى لم تأتى للفسحة أو زيارة الاثار انما جاءت لتعطى نعم وبركات ، جاءت لتشفى المرضى من الخطيئة ، جاءت لتحيى فينا الايمان والرجاء والمحبة . اليوم يوم تاريخى بالنسبة لكم احكوا لابنائكم واحفادكم عنه باعتزاز ، عيشوا المحبة فى عائلاتاكم ، لقد تعلمت تريز محبة الله فى عائلتها . بدون الاسرة مستحيل ان نكون سعداء ، العائلة لا تبنى بالتليفون او الانترنت انما تبنى بالصلاة معاً . واضاف الاب باتريك قائلاً : كلنا مدعوين لأن نكون قديسين ، ان تكون قديس لأبد ان تحب يسوع وتحب كل شخص تقابله فى حياتك ، بدون الحب لا نفعل شئ ، قوة القداسة فى الحب . دون الحب لا نعلن حضور الله ، بدون الحب نصبح امواتاً ، بدون الحب نركز على ذواتنا . الحب بالنسبة لتريزا يعنى انسى نفسى واضع الله فى مركز حياتى ، لما يكون الله فى قلبنا كل شئ يصبح جميل ، بالايمان نحول الناس ، نحول المجتمع الذى نعيش فيه ، نحول العالم كله . واختتم الاب باتريك الكرملى بقوله : الانسان المسيحى يجب ان يبشر بالمحبة والسلام والفرح والغفران مع الجميع ، هذه هى دعوتنا على الارض ومعنى القداسة الذى نصبو إليه بنعمة الله .

فى القداس الاحتفالى الذى اقيم بكاتدرائية ام المحبة الالهية بمدينة اسيوط مساء الاحد 27 اكتوبر 2019 فى ختام زيارة القديسة تريزا الطفل يسوع إلى ايبارشية اسيوط قال الانبا كيرلس وليم مطران اسيوط للاقباط الكاثوليك : نختتم فى هذا المساء المبارك عرساً روحياً كبيراً عشناه على مدى سبعة عشر يوماً قامت خلاله القديسة تريزا بزيارة واحد وثلاثين رعية بايبارشيتنا العامرة . وكما استقبلناها بفرح وتهليل نودعها كذلك الليلة وقد حرصت على المشاركة فى جميع هذه الزيارات المباركة لكنائس الايبارشية ، وفى كل رعية كنت اتأمل اشياء جديدة تعبر عن حفاوة الاستقبال والتكريم لهذه القديسة العظيمة . واضاف سيادة المطران : تعددت الاحتفالات الروحية ما بين قداسات وتسابيح وساعات سجود ، كانت ترفعنا إلى السماء حتى ان بعضاً من ابناء الايبارشية قاموا بنظم تماجيد والحان خاصة اكراماً للقديسة تريزا . وفى كل موضع كان يشاركنا الاحتفالات اخوتنا المسلمين الذين تباروا فى حمل رفاتها تعبيراً عن حبهم وترحبيهم بها لأنها قديسة تحب الجميع ، وتجتمع حولها كل القلوب ، كيف لا وهى التى قالت ان دعوتى هى الحب . لقد وعدت القديسة تريزا ان تمطر من السماء غيثاً من الورود اى النعم على الارض ، وها هى تفى بوعدها ، علينا ان نستفيد من حضورها فى وسطنا ونطلب منها كل ما نحتاج إليه حتى تصلى لأجلنا فعندما نقرأ الامور الصغيرة والعجيبة فى ضوء الإيمان نكتشف معنى جديد للمعجزات فى حياتنا . واختتم الانبا كيرلس وليم عظته للمصلين قائلاً : نشكر الاباء الكرمل الذين قاموا بهذا العمل الكبير وما تبعه من الحصول على موافقة السلطة الكنسية حتى تخرج القديسة تريزا من كنيستها فى فرنسا وتأتى لزيارتنا فى مصر . كما نشكر رجال الأمن الساهرون الذين يرافقون الزيارات بحماسة وتقدير كبير وختاماً نشكر الله على هذه النعمة الكبيرة التى غمرنا بها ونصلى ان يديم الرب نعمته على الكنيسة وليتمجد اسمه فى قديسيه .

تقرير – ناجح سمعـان