stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديسة لدوينا البتول Santa Liduina – Vergine

303views

14 ابريل

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

ولدت لدوينا في 18 مارس عام 1380م بمدينة صيدام فى هولندا من ابوين فقيرين وفضيلين وخليلين لله وكان اسم ابيها بطرس واسم أمها بطرنلة. وقد رزقهما الله ثمانية أولاد ثم اعطاهما لدوينا . ومنذ ولادتها لاحت عليها سمة القداسة وكانت تبان انها مختارة من الله ومحبوبة لديه.

وكانت ذات جمال رائع، ولما صار عمرها اثنتي عشرة سنة أراد ابوها أن يزوجها. أما هي فأبت قائلة له: ان خليت سبيلي والإطلبت إلى ربنا يسوع المسيح أن يجعلني قبيحة الوجه وكريهة المنظر. فتركها ابوها ونذرت عند ذلك بتوليتها لله. ولما بلغت الخمس عشرة سنة من العمر أراد الله أن يجعلها مثالا كاملاً في الصبر على احتمال الأوجاع والثبات في محبته.

فشرع إذ ذاك يرميها في كور التجارب ويعلمها الصبر. وأول ذلك أنه ذات يوم اشتد البرد وكانت لدوينا ورفيقاتها يركضن على الجليد حسب عادة تلك البلاد فسمح الله بأن واحدة منهن جاءت ووقعت عليها واسقطتها سقطة ثقيلة فانكسر ضلع من اضلاعها وسبب لها الماً شديداً. ومن ثم أخذت الأوجاع تتكاثر عليها حتى صار الناس يتعجبون من جسم نحيف هكذا لا يموت ما بين تلك الأوجاع الشديدة.

وكانت يد ربنا يسوع المسيح تحفظها حتى انها في مدة ثلاثين سنة لم تأكل من الخبز مقدار ما يأكل إنسان متعاف في ثلاثة أيام. ولم تنم في طول هذه المدة مقدار ما ينام إنسان صحيح الجسم في ثلاثة أيام أيضا. وكانت كلما أكثروا من علاجها تزداد أوجاعها.

وصار لها قرحة في المعدة بلغت إلى أن كانت يخرج منها دود كريه فلم يعد أحد يقدر أن ينظر إليها الأ مستنكفاً أو مشفقاً. وكانت ذراعها اليمنى حتى كتفها مقرحة ومخلوعة من جسدها. وكان لها وجع عظيم في راسها وعينيها واسنانها وحلقها، وكان الدم يتدفق من فمها وأنفها وأذنيها.

وكانت رئتها يابسة وكبدها فاسدة، ومع كل هذه الأسقام المختلفة الغير المحتملة كانت معتراه بحمى مداومة حتى انها لم يكن فيها عضو لا يتحرك ألماً وكانت صابرة على كل ذلك. وقضت هذه القديسة مدة ثماني وثلاثين سنة وهي فقيرة ووحيدة ومهملة من الجميع ليس لها من تنظر إليه الا ربنا يسوع المسيح.

وأرسل الله إليها كاهناً باراً اسمه يوحنا فاتخذته لها معلم وأب اعتراف. وأوضح لها بأنها بأن عليها التأمل في آلام ابن الله التي احتملها على الصليب من أجل خطايانا والافتكار في عذابات الشهداء التي احتملوها في حب يسوع المسيح، وبعد ذلك أتاها بالقربان المقدس وقال لها حين كان يناولها إياه. فتشجع قلبها ولم تعد تطلب منذ ذلك إلى الله سوى أن يزيد أوجاعها.

وفى زمن الطاعون الذي حدث في تلك البلدة شرعت تتوسل إلى ربنا يسوع المسيح أن يكف ضرباته عن الناس ولو كانوا خطأة وان يضربها هي بدلهم. فضربها يسوع المسيح بضربتين الواحدة في عنقها والأخرى تحت قلبها. ثم تمنت ضربة أخرى تكميلاً للثالوث القدوس، فطعنت بغتة بثالثة تحت جفن عينها. أما الضربتان الأوليان فشفيتا ولكن الأخيرة استمرت حتى موتها. واراها الله أوجاع الأنفس المطهرية

وسمح بأن تظهر لها هذه النفوس المسكينة طالبة منها المعونة فتراءفت عليهن. فمن يقدر أن يصف كم قدمت لله من أوجاعها عنهن وكم من مرة جعلها الله كذبيحة عوض الأنفس المطهرية بضربة إياها بأسقام ومجازاة لها أعطاها ربنا يسوع المسيح أن ترى ملاكها الحارس وتخاطبه فكانت بذلك تنسى اوجاعها وتتعزي، وظهر لها يوماً يسوع المسيح وطبع فيها جروحه المقدسة.

ووهب لها روح النبوة وعمل المعجزات وروح المشورة. وبعد ذلك أوحى الله إلى لدوينا بساعة موتها، وفى ليلة عيد الفصح ظهر لها ربنا يسوع المسيح في حجرتها ومعه امه مريم العذراء والرسل وعزاها ودهن جسدها بمرهم ذي رائحة زكية، وبعد العيد الكبير وفى مدة صلاتها اسلمت روحها إلى الله وذلك يوم 14 ابريل سنة 1433م .

فلما جاؤوا إليها وجدوها راقدة بالرب وجسدها الذي كان مصاباً كله بالقروح عاد صحيحاً جميلاً بعد موتها، وحينما أرادوا أن يدفنوها وجدوا متمنطقة بمنطقة من شعر الخيل فنزعوها. ودفنت باحتفال وجرت معجزات عظيمة بشفاعتها.

فلتكن صلاتها معنا