stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس الأب داميانو دي فيستر شفيع مرضي الجذام San Damiano de Veuster-Sacerdote

53views

١٥ إبريل ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

وُلد جوزيف دي فوستر في الثالث من يناير عام 1840 في مدينة تريميلو ببلجيكا، وانضم في سن الثامنة عشرة إلى جماعة القلب المقدس ليسوع ومريم، حيث اتخذ اسم “داميانو”. وفي عام 1863، تم إرساله إلى جزر المحيط الهادئ بدلاً من شقيقه المريض، فوصل إلى هونولولو في مارس 1864 وسيم كاهنًا هناك. أثّرت فيه بشدة الحالة المأساوية التي كان يعيشها المصابون بالجذام، والذين كانت حكومة هاواي تعزلهم قسرًا في جزيرة مولوكاي.

عندما علم بالوضع الإنساني القاسي للمجذومين في تلك الجزيرة، شعر الأب داميانو بدافع قوي لخدمتهم. وفي عام 1873، تطوّع للذهاب إلى مولوكاي رغم علمه بخطورة الموقف، وعبّر عن استعداده لدفن نفسه حيًا مع هؤلاء المرضى، مقتديًا بالمسيح. لم تكن الجزيرة سوى منفى مغلق، يخضع للرقابة الصارمة، ولا يُسمح لمن يدخلها بالخروج منها خوفًا من انتقال المرض. ومع ذلك، دخل الأب داميانو إليها بإرادته ليعيش وسط منبوذي المجتمع ويخفف من آلامهم.

بدأ الأب داميانو خدمته بمحبة كبيرة، فأنشأ بيوتًا للمجذومين وشيئًا فشيئًا تحولت الجزيرة إلى قرية حية تنبض بالأمل رغم الألم. عاش كواحد من أهلها، لم يضع أي حواجز بينه وبينهم، فكان يأكل معهم، يضمد جروحهم، ويلعب مع أطفالهم، متجاهلًا وسائل الحماية. كانت حياته شهادة حية للتضحية والمحبة، وقد كرّس كل طاقته لرفع معنوياتهم وخدمتهم جسديًا وروحيًا.

في عام 1884، بدأ يشعر بضعف في جسده، واكتشف أنه أُصيب بالجذام بعدما وضع قدمه في ماء مغلي دون أن يشعر بالألم. ورغم إصابته، واصل خدمته بشجاعة، وكتب إلى رؤسائه مؤكدًا أنه لا يشعر بالندم، بل لا يزال سعيدًا رغم المرض، لأن سر الإفخارستيا وعمله مع المجذومين منحه القوة والصبر. ورفض مغادرة الجزيرة، مفضلاً البقاء مع “أولاده” المرضى، حتى لو كلفه ذلك حياته.

وفي 15 أبريل عام 1889، توفي الأب داميانو في جزيرة مولوكاي عن عمر يناهز 49 عامًا، بعد أن قضى أكثر من 15 سنة يخدم المجذومين بمحبة وتفانٍ نادرين. اعتبره الكثيرون شهيد المحبة، وقد أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويًا عام 1995، ثم أعلنه البابا بندكتوس السادس عشر قديسًا في 11 أكتوبر 2009. ولا يزال يُذكر اليوم كأحد أعظم رموز الخدمة الإنسانية والإيمان العميق. فلتكن صلاته معنا.