القديس انفريوس الحبيس Sant’ Onofrio- Eremita

١٢ يونيو ٢٠٢٥
إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني
أخبرنا بفنوقيوس الراهب الذي راي بعينه البار انفريوس الحبيس وكتب سيرته قائلاً : انني اردت أن أرى هل يوجد في البرية حبيس يعبد الله بسيرة اضيق من سيرتي. فقمت وشرعت اخترق البراري.
وبعدما سرت اربعة أيام وجدت شخصاً عرياناً مجللاً بشعره ومتأزراً بقشر الشجر. فلما رآني اقبل إلي فارتعدت منه وهربت من أمامه.
ولما صار في أسفل التل ناداني قائلاً بصوت عال: انزل يا قديس الله ولا تخف فاني رجل عائش في هذه البرية. فلما سمعت نداءه نزلت إليه وانطرحت على قدميه. فانهضني واجلسني بجانبه.
فسالته عن اسمه، فقال ان اسمي انفريوس وانا منذ ستين سنة عائش في هذه البرية ولم ار قط إنساناً سواك. وقد كنت في صبائي راهباً في دير مجاور مدينة ثيبس وكان فيه مئة راهب كلهم يعبدون الله بالصوم والصلاة والتقشف مرتبطين بعقال الإيمان والمحبة.
وقالوا ان السيرة المنفردة هي السيرة الكملى لأن العابد بها يبتعد من الناس ويتصل بالله ، قال انفريوس فلما وعيت مقالتهم تقت إلى هذه السيرة ابتغاء الكمال.
فأخذت خبزاً كفاف خمسة ايام وخرجت من ذلك الدير واخترقت البراري والاقفار وبينما أنا سائر نظرت وإذا نور أمامي فاضطربت منه لعدم معرفتي ما كان.
فسمعت صوتاً يقول لي: لا تخف يا أنفريوس فاني ملاكك الحارس وظهرت لك لكي أنورك وأرشدك في ما عزمت عليه فتشجعت وشرعت اسير إلى أن اتيت على مغارة وأردت أن أدخلها.
وكان يعلمني اصول السيرة الانفرادية ، ولما تعلمت ذلك جيداً قال لي: يا ابني الآ يجب عليك أن تسير وحدك في الانفراد. فان إرادة الله تشاء ذلك.
إني أوثر أن نرى بعضاً بعضاً مرة في السنة إلى أن أموت. وإذا مت أرغب إليك أن تدفن جسدي إلى جانب مغارتي. وبعدما مكث معي ثلاثين يوماً ودعني وانقلب راجعاً منفرداً.
وعند الصباح وجدته متغيراللون فقال لي : لا تخف يا أخي بفنوقيوس فان الرب الرحوم قد ارسلك إلى لتدفن جسدي لأن اليوم هو الأخير من حياتي وانا منطلق إلى محل الراحة. فاذا انطلقت إلى مصر فاخبر الرهبان بما حكيته لك من النعم التى نلتها من الله الذي لا يهمل من يثق به.
فعند ذلك انطرحت على قدمي هذا الشيخ القديس وطلبت بركته. فبعدما باركني جثا على ركبتيه والدموع تهطل من عينه وهو يتنهد إلى أن طارت روحه إلى السماء فوقع جسده على الأرض.
وحينئذ سمعت نغمات ملائكية تسبح بعظائم الله ، ثم اني خلعت ثوبي وشقيته إلى نصفين وكفنت بالنصف الواحد جسد أنفريوس ودفنته في صخرة محفورة، ورجعت مخبراً بأمر هذا القديس البار، وكانت وفاة القديس انفريوس سنة 390 م. فلتكن صلاته معنا.