27 يوليو
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
ولد في مدينة نيقومدية في آسيا الكبرى، كان ابوه رجلاً شريفاً وثنياً وامه مسيحية وماتت إذ كان بنتليوني بعد صبياً صغيراً. ولما شب وضعه ابوه في المدارس ليتعلم الفلسفة والبيان وكان دائما متفوقاً فيهما. ودرس ايضا الطب ومهر فيه على يد الطبيب اوفروزينوس. واخذه مكسميانوس الملك طبيباً له.
غير ان الله قد اختار بنتليوني لدعوة افضل. وعندما تقابل مع راهب تقي اسمه هرملاوس فانفتحت مباحثة بينهما وبدأ الراهب يذكر بنتليوني بما قد لقنته امه من مبادئ الديانة المسيحية في صغره وقال له ان يسوع المسيح هو مبدع الحياة والخلاص وباسمه تشفى كل الأمراض. فاثرت هذه الكلمات في قلب بنتليوني وكان يزوره دائما لكى يعظه ويفسر له الحقائق المسيحية حتى اخذ قلبه يتقد شوقاً إلى اعتناق الديانة المسيحية ن بينما كان بنتليوني متردداً فى هذا الفكر إذ وجد صبياً قد لسعته الحية ومات وللوقت دنا من الصيى الميت وقال له قم باسم يسوع المسيح ففى تلك الساعة قام الصبي عندئذ أقر بحقيقة دين المسيح. وشفى ايضا رجلاً أعمى باسم المسيح. ذهب مسرعاً إلى هرملاوس وقص عليه كلما جرى له. وطلب إليه أن يعمده واقام عنده سبعة ايام لكى يتقن التعاليم المسيحية. بعد عدة محاولات اقنع ابيه بألوهية يسوع المسيح وقبل سر المعمودية.
وشرع بنتليوني يداوى المرضى ويزور المحبوسين وصار يشفى الاسقام باسم يسوع المسيح، فشاع صيته وصار اهل نيقومدية يقصدونه ليعالج اسقامهم. فحسده سائر الأطباء وقالوا للملك مكسميانوس ان بنتليوني اعتنق الديانة المسيحية وهو يجذب إليها كل من يشفيه فان تركته فعما قليل يترك جميع سكان المدينة عبادة آلهة المملكة ويتنصرون. ودليلاً على قولهم هذا قدموا له الأعمى الذي كان قد رد غليه بصره. فسأله الملك وطلب منه أن يخبره كيف أبصر فأجابه ان بنتليوني شفاني بقدرة يسوع المسيح لا بقدرة الآلهة، فغضب مكسميانوس من هذا الجواب غضباً شديداً وأمر حالا بقطع رأس الرجل الذي كان أعمى. فلما راي بنتليوني أن حياته بقيت في خطر اعتق عبيده ووهبهم جانباً كبيراً من أمواله وما بقي له منها قسمه على الفقراء وأخذ يعد نفسه للاستشهاد. بعد ايام قليلة احضره الملك مكسميانوس امامه، فاعترف بأنه مسيحي ويسجد للإله الحق الذي خلق السماء والأرض لا للآلهة الباطلة التى ليست سوى خشب أوحجر. فقبض الملك عليه وحكم عليه بالموت، وعاني عذابات شديدة، فظهر له المخلص الإلهي وقال: انني معك يابنتليوني في وسط العذابات التى تتكبدها بصبر عظيم. فأخذه الجلادون إلى بستان الزيتون ليقتلوه هناك وقتل بحد السيف، فأخذه المسيحيون ودفنوه في حقل وكان استشهاده سنة 311م فلتكن صلاته معنا.