القديس بوليكاربس، الأسقف الشهيد San Policarpo – Vescovo e martire
23 فبراير
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
ولد القديس بوليكاربس عام 70 م. ويروى عنه: أن سيدة تقية تدعى كاليستو اشترته بناء على رؤيا، وأودعته بيتهـا، إذ ظهر لها ملاك من الله فى أحد الليالي وقال لها فى حلم: “كاليسـتو، اسـتيقظى واذهبـى إلـى بوابة الأفسسيين، وعندما تسيرى قلـيلاً سـتلتقين بـرجلين معهمـا ولـد صـغير يـدعى بوليكـاربوس. اسـأليهما إن كـان هـذا الولـد للبيـع.. وعنـدما يجيبانـك بالإيجـاب ادفعــى لهمـا الـثمن المطلـوب، وخـذى الصـبى واحتفظــى بـه عنــدك إنـه طفـل شرقي. أطاعـت كاليسـتو الرؤيـا فوجـدت كـل مـا قيــل لهــا عنــه فــى الرؤيــا، واشــترت بوليكــاربوس وأودعتــه منزلهــا، وعنــدما كبــر جعلتــه ًا مــدبر لمخازنها.
وحدث مرة أنها سافرت لأمـر مـا وسـلمت مخازنهـا لـه، فتجمـع حولـه الأيتـام والأرامـل َّ والتـف حولــه المحتــاجون وكــل ذى حاجــة، فكــان بوليكــاربوس يعطــيهم بســخاء، فلمــا رجعــت الســيدة كاليسـتو أخبرهـا العبـد زميلـه بمـا حـدث وبمـا فعلـه بوليكـاربوس، لكنهـا عنـدما اسـتدعته وفتحـت المخازن وجدتها مملوءة كما كانت.
فأمرت بعقاب العبد الـذى وشـى ببوليكـاربوس، لكـن للحـال طلـب منهـا بوليكـاربوس أن تعفـو عنه، معترفًا لها بحقيقة الأمر وبما حدث، وبأنه أفرغ جميع المخازن فى عطائه للفقـراء. لـذلك اندهشت كاليستو من هذه المعجزة، حتى أنها تبنت بوليكاربوس وكتبت وصـيتها بـأن يـرث كـل ما تملكه بعد وفاتها، أما هو فلـم يشـغله هـذا الأمـر، لأنـه كـان ً مسـيحيا ً حقيقيـا لـم يتـأثر بـالغنى ومحبة المال. يذكر أن بوكـولس أسـقف سـميرنا رسامه ً شماسـا، فشـهد للمخلـص بـالكلام الكـرازة والتعليم، كما بحياته وقدوته الطيبة، مواجهًا الأمم واليهود والهراطقة. لذلك سيم كاهًنا فى سن مبكر، وقد شهد له الأسقف قائلاً: إنه يستحق أن يكون ًا مشـير ومشاركاً له فى التعليم.
سيم أسقفًا وهو فى حوالي الثلاثـين مـن عمـره، بعـد أن إشتهر بأعمال الرحمة والمحبة والعطاء. استضاف القديس أغناطيوس، أسقف أنطاكية، بينما كان مقاداً إلى روما حيث مات شهيداً، فأعجب هاذ الأخير بإيمانه ووصفه بالراعي الصالح، ذي إيمان راسخ وبأنه المجاهد القوى لأجل المسيح. ذهب بوليكاربس إلى روما للنظر في قضية عيد الفصح مع البابا أنيقيوس.
كتبـت وثيقـة استشـهاد القـديس بعـد استشـهاده بفتـرة وجيـزة، وتسـجلت بهـا وقـائع شـهادته بعـد وقت قصير جداً لأن الكاتب قد تذكر الساعة واليوم والسنة والأحداث والكلمات والوصف. وأشارت الوثيقة إلى مشاعر وكلمات القديس بوليكاربوس وكيف أنـه تطلـع للاستشـهاد كهبـة إلهية، وكيف شـكر االله عليـه بفـرح، مثبتـاً شـكره بكلمـة آمـين.
وعـن سـمو شخصـية بوليكـاربوس الشـهيد، وشـرحت طريقـة القـبض علـى الأسـقف، وكيـف أن الجنود تعجبوا من هيبته ووداعته وعذوبتـه.. ونـأتى إلى مقولة القديس الذهبية التى قالهـا عنـدما طلـب منـه أن يلعن المسيح، “لقد مضت ستة وثمانون ً عاما أخـدم فيها المسيح، وشر لم يفعل معي قط، بل أقتبل منه كـل يــــوم ً نعمــــا جديــــدة، فكيــــف أجــــدف علــــى مــــالكى الــــذى يخلصـنى؟” وحينمـا هـددوه بـالحرق والطـرح للوحـوش، قـال: “إنــى لا أخـاف النـار التي تحـرق الجسد، بل تلك النار الدائمة التي تحرق النفس وأما ما توعدتنى به من أنك تطرحني للوحوش المفترسـة، فهـذا ً أيضــا لا أبـالى بـه،
إحضـر الوحـوش، ٕواضـرم النـار، فهـا أنـا مسـتعد للحريـق والافتـراس.” وحينمـا حـاول الجنـد تسـميره علـى خشـبة حتـى لا يتحـرك مـن شـدة عـذابات النـار، قال لهم: “اتركونى هكذا، فان ذاك الذي وهبني قوة لكي احتمل شدة حريق النـار، هـو نفسـه سيجعلنى ألبث فيها بهدوء دون حاجة إلى مساميركم”.
أوثقوا يديـه وراء ظهـره وحملـوه واضـعين إيـاه علـى الحطـب كمـا لـو كـان ذبيحـة علـى مـذبح، أمـا هـو فصـلى للـرب، شـاكرا إيـاه أنـه سـمح لـه أن يمـوت ً شـهيدا.
صلاة القديس بوليكاربوس وقت الاستشهاد
“أيها الرب الإله القدير، يا أبا يسوع المسيح أباركك لأنك أهلتني لأن أكون في عداد شهدائك، فأخذ نصيبي من كاس مسيحك لقيامة الروح والجسد في الحياة الأبدية، لحياة غير قابلة الفساد بقوة الروح القدس “.