stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس بيوس العاشر البابا

16views

٢١ أغسطس ٢٠٢٤

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

ولد جوزيبي سارتو – هذا هو اسمه – في رييزي (ترفيزو-إيطاليا) في عام 1835 من عائلة ريفية فقيرة، وقد قال: “لقد ولدت فقيرًا، وأعيش فقيرًا، وأود أن أموت فقيرًا”، وقد انعكس هذا من خلال عضويته في “الرهبنة الثالثة للقديس فرنسيس”، وهي مؤسَّسة للعلمانيين.

رفض البابا كافة أنواع المعونات لعائلته، التي اختارت أن تعيش حياة فقر قرب روما، كما رفض ترقية أقربائه في السلك الكنسي.

رسم البابا بيوس العاشر كاهناً في 18 سبتمبر سنة 1858م، واصبح مرشداً روحياً لجزيرة تومبلو . وفى عام 1897م عين رئيساً لكهنة سالزانو . وبعد وفاة الأسقف فيديريكو ماريا زينيللي ، أختيرالبابا بيوس العاشر نائباً عنه لمدينة تريفيزو عام 1879م إلى حين تعيين أسقف جديد.

وقد خدم البابا في هذا المنصب حتى يونيه سنة 1880م وفى نوفمبر سنة 1884م ، عين اسقفاً لمانتوا وقد تم تعيينه مساعداً فخرياً للعرش البابوي (وهو لقب أوقف استعماله البابا بولس السادس في عام 1968م) في يونيه سنة 1891م.

وعينه البابا ليون الثالث عشر كاردينالا في 12 يونيه سنة 1893م ، وقد أوكل إليه بعد ثلاثة أيام خدمة كنيسة القديس برناردو ألي تيرمي الفخرية في روما ، وعينه بطريركاً للبندقية سنة 1894م.

انتخب بابا على كرسي روما في 4 أغسطس عام 1903 ، متخذاً اسم بيوس العاشر، وكان شعاره فى حبريته قول القديس بولس : ” تجديد كل شئ في المسيح ” . سعى لتحقيقه جاهداً ، بحياة بسيطة فقيرة وفي نفس الوقت جريئة وحازمة.

عمل على تجديد الحياة المسيحية مشجعاً الناس بما فيهم الصغار على التقرب من سر الإفخارستيا . وضع كتاباً جديداً للتعليم المسيحي.

شجع حركة الكتاب المقدس وجدد الليتورجيا وبشكل خاص للموسيقى المقدسة، لكي يقود المؤمنين إلى حياة صلاة عميقة وإلى مشاركة أكمل في الأسرار .وشرع في تجديد القوانين الكنسية.

وقاوم الأفكار الخاطئة التى نشرها تيار الحداثة وغيرها من التيارات التى أعتبرت الإيمان المسيحي أمراً بالياً لا يوافق العلوم والأفكار العصرية . هو البابا الوحيد الذي كان يجمع، كل نهار أحد، سكان روما في ساحة داماسيوس ويشرح لهم الإنجيل والتعليم المسيحي.

أما قواه العظيمة فقد أظهرت أكثر من مرة في حياته، وقد أثبتها عدد كبير من الشهود الذين لا تدحض شهاداتهم. طهارة نفسه، عظمته، مطابقة أعماله لأقواله، كل هذه قد جعلته جديراً بالاحترام، والصحافة كلها، حتى الاشتراكية منها قد وفته حقه من الإكرام والتقدير.

إن القديس بيوس العاشر يعلمنا جميعًا أنه في أساس عملنا الرسولي، في مختلف الحقول التي نعمل فيها، يجب أن يكون هناك اتحاد حميمي وشخصي بالمسيح، ويجب أن ننميه يومًا بعد يوم. هذا هو جوهر كل تعليمه والتزامه الرعوي. فقط إذا ما كان مغرمين بالرب سنستطيع أن نحمل البشر إلى الله وأن نفتحهم على حبه الرحيم، وبهذا الشكل نفتح العالم على رحمة الله.

رقد في الرب يوم 20 اغسطس عام 1914 . طوّبه قديساً البابا بيوس الثاني عشر في 29 مايو سنة 1954. فلتكن صلاته معنا.