18views
٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥
إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني
وُلد جايتانو أريكو في 19 أكتوبر 1791 بقرية سكنديجليانو في نابولي بإيطاليا، ثاني تسعة أطفال في عائلة فقيرة متدينة، والده بسكوالي يدير مصنع مكرونة صغير، وأمه مارسيجليا تعمل في النسيج. كان طفلاً صالحًا ومطيعًا، يساعد والديه في العمل ويزور المرضى، وفي سن 14 شعر بدعوة للكهنوت، فتقدم في سن 16 لمدرسة الإكليريكية في أبرشية نابولي.
بدأ دراسته في يناير 1808 كطالب يومي، يسير 8 كم يوميًا بسبب ضيق ذات اليد، وكان متفوقًا في الدراسة والحياة الروحية، لا يفوت القداس اليومي. ساعد عائلته وشجع الأطفال على التعليم المسيحي، وأجتاز الدراسات اللاهوتية بتفوق، فسُيم كاهنًا في 23 سبتمبر 1815 بكاتدرائية نابولي على يد الكاردينال روفو سيلا.
عُيِّن مدرسًا لـ20 عامًا، يُعَلِّم التربية الروحية والعقيدة، وخدم في كنيسة القديسين كوزماس وداميان برعاية المرضى والاعترافات. في 1818، رأى رؤيا للقديس ألفونسو دي ليغوري يدعوه لتأسيس جماعة دينية، فأسس “مرسلي قلبي يسوع ومريم الأقدسين”، وبُنِيَت كنيسة سيدة الآلام في 1830.
حصل على موافقة الكرسي الرسولي، وبنى منزلًا للإرشاد الروحي، وكرَّس نفسه لسر المصالحة، لا يرفض أحدًا، وكان خبيرًا في الغفران والرحمة. في الطريق، كان يدعو الناس: “الله يحبك، متى سنلتقي؟”، وفي الاعترافات يشفي الجراح النفسية، ويُعَلِّم مرسليه الرحمة تجاه الخطاة.
صام باستمرار على خبز وماء للفقراء، وجلد ذاته كفارة، لا يتعب من الوعظ والاعترافات، فدُعِيَ قديسًا في قراه، وتوفي في 29 أكتوبر 1860 عن 69 عامًا. وصيته الأخيرة: “أحبوا بعضكم وكونوا ملتزمين بالقواعد”، أُعلِن موقرًا في 1876، وبطلًا في 1974، طُوِّبَ في 2002، وقُدِّسَ في 2008. فلتكن صلاته معنا.
