stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس جيررد الاسقف والشهيد San Gerardo Sagredo Apostolo d’Ungheria

287views

24 سبتمبر

إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني

ولد جيررد في مدينة البندقية بإيطاليا يوم 23 ابريل عام 980م. ومنذ صغره اهتم أبواه بتعليمه مبادي التعليم المسيحي ومحبة الله والأخرين ، فاضحى في طفولته فاضلاً في حب الله والأمور الروحية ، وذات يوم خرج سراً من بين اصحابه وذهب إلى دير من اديرة الرهبان البندكتيين .

ولبس الثوب الرهباني لكى يتخلى عن أمور الدنيا وينصب على السيرة النسكية والتقشف . نشأ في قلبه شوق شديد لزيارة الأماكن المقدسة التى شهدت حياة معلمه السيد المسيح . فتبعه جماعة من رفاقه الرهبان وفى حجه المقدس اجتاز ببلاد المجر . وكان ملك المجر إذ ذاك اسطيفان القديس ، فلما سمع به . دعاه إليه ورحب به وأكرامه ثم امسكه عنده وأقنعه بعدم الذهاب الى الاماكن المقدسة .

فوقع جيررد فى حيرة إذ من جهة لم يطاوعه قلبه إلى مخالفة إرادة الملك ومن الجهة الأخرى كان يخاف على نفسه من ضوضاء القصر الملكي . فرضي أخيراً أن ينفرد في خلوته فى تلك الجهات . فاختار له موضعاً اسمه بيــل. وتعبد فيه مدة سبع سنوات ، وفى تلك المدة كان الملك اسطيفان مشغولاً باستئصال عبادة الأوثان من المملكة ونشر الديانة المسيحية فيها . فلما كثر عددهم وتاصل فيهم الإيمان دعا الملك جيررد من خلوته وجعل بالسلطان المعطى له من الحبر الأعظم أن يرتسم أسقفاً على مدينة شعرناد .

فاستمالهم قاطبة إلى الدين المسيحي ، وأخذ عددهم ينمو يوماً فيوماً فشيد لهم عدة كنائس. وكان لجيررد إكرام شديد وخاص لمريم العذراء ، فشرع يرسخ إكرامها فى قلوب المجريين ويهتم جداً بإصلاح أحوال رعيته وبالقيام فيما تقتضيه حاجاتهم ويقضي وقته فى زيارة المرضي ومساعدتهم . وكان قنوعاً فى ثيابه ومتقشفاً في معيشته ويلازم الخلوة والتأمل والصلاة . ومع كثرة اشغاله ابدى شهامة وغيرة وشجاعة رسولية فى كل ما يؤول إلى نشر الإيمان ولخير الكنيسة .

واشهر من ذلك أنه إذ مات الملك اسطيفان ملك المجر جلس بعده الملك بطرس . وهذا تقوى عليه رجل يقال له إيغون فجاء إلى جيررد وساله أن يضع على راسه تاج الملك كحسب عادة المملكة . فرفض القديس طلبته . ولما كان عيد القيامة وكانت الجماعة فى الكنيسة وعلم أن قوماً من حزبه مصرون على مبايعتهم لإيغون بالملك رغماً عنه . صعد المنبر في الكنيسة وشرع يفند رايهم .

ووجه خطابه إلى إيغون وونبـه على عظم جرائمه التى ارتكبها فى تغلبه على مملكة المجر . ثم تهدده بعقابات الله وضرباته . وأنباه أنه بعد ثلاث سنين سيبيده الله . وحدث الأمر كما تنبأ . وبعد ثلاث سنوات رفض الشعب الديانة المسيحية وعادوا إلى عبادة الأوثان ، والذي بقى منهم ثابتاً فى إيمانه المسيحي اضطهدوه ، وهجموا على الكنائس ونهبوها وأخربوها . وأما شدة حقدهم كانت ضد الأسقف جيررد ، فانه لما كان يوماً فى بلغراد راحلاً إلى نهر دانوب هجم عليه أولئك الأشرار فأخذوا حجارة ليرجموه .

فلما رآهم الأسقف جيررد رسم علامة الصليب فلم تصل إليه الحجارة . ثم جثا على الأرض رافعاً بصره إلى السماء وهو يطلب لهم من الله الصفح والغفران ، أما هم فأسرعوا إليه وطعنوه بحربة . فوقع مقتولاً وكان ذلك يوم الرابع والعشرين من سبتمبر عام 1046م . فى العاصمة المجرية بودابست . وكان الأسقف جيررد هو أول شهيد فى بلاد المجر . وقد أجرى الله على يده معجزات كثيرة .

فلتكن صلاته معناً