القديس ديمتريوس التسالونيكي San Demetrio di Tessalonica – Martire
9 ابريل
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
كان شابا مسيحيا تقيا من أهل مدينة تسالونيكي. وقد حصل على علوم كثيرة وبالأكثر علوم الكنيسة. وكان يعلم دائما وينذر باسم السيد المسيح، فرد كثيرين إلى الإيمان فسعوا به لدي الملك مكسيميانوس فأمر بإحضاره واتفق عند حضوره إن كان عند الملك رجل مصارع يدعى لهاوش ، قوي الجسم، ضخم التكوين.
قد فاق أهل زمانه بقوته. وكان الملك يحبه ويفتخر به حتى انه خصص أموالا طائلة جائزة لمن يتغلب عليه. فتقدم رجل مسيحي يسمي نسطر من بين الحاضرين وقتئذ وسال القديس ديمتريوس إن يصلي من اجله، ويضع بيده المقدسة على جسمه فصلي عليه القديس ورشمه بعلامة الصليب المقدس الذي لا يغلب كل من اعتمد عليه.
ومن ثم تقدم وطلب مصارعة ذلك القوي الذي يعتز به الملك. ولما صارعه انتصر عليه. فاغتم الملك لذلك وخجل وتعجب كيف تغلب نسطر عليه، وسال الجند عن سر ذلك فاعلموه إن رجلا يدعي ديمتريوس صلي عليه ووضع يده على وجهه. فغضب الملك علي القديس وأمر بضربه إلى إن يبخر لألهته ويسجد لها.
ولما لم يطعه أمر بطعنه بالحراب حتى يتمزق جسمه ويموت. فاعلموا القديس بذلك ليخيفوه لعله ينثني عن الإيمان بالمسيح ويسجد للأصنام. فقال لهم: اعملوا ما شئتم. فأنني لا اسجد ولا أبخر إلا لربي يسوع الإله الحق. فضربه الجند بالحراب إلى إن أسلم روحه الطاهرة.
ولما طرحت جثته المقدسة أخذها بعض المسيحيين، ووضعوها في تابوت من الرخام وبقي مخفيا إلى إن انقضي زمن الاضطهاد، فأظهره الذي كان موضوعا عنده. وبنيت له كنيسة عظيمة بتسالونيكي، ووضعوا جسده فيها.
وكانت تجري باسمه عجائب كثيرة. ويسيل منه كل يوم دهن طيب فيه شفاء لمن يأخذه بأمانة، وخاصة في يوم عيده فانه في ذلك اليوم يسيل منه أكثر من كل يوم أخر إذ يسيل من حوائط الكنيسة ومن الأعمدة.
ومع كثرة المجتمعين فأنهم جميعا يحصلون عليه بما يرفعونه عن الحوائط ويضعونه في أوعيتهم. ومن عاين ذلك من الكهنة الأبرار وحكى وشهد به.
فلتكن صلاته معنا