القديس ليوناردو من نوبلاك الناسك
6 نوفمبر
إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
وُلِدَ ليوناردو في بلاد فرنسا حوالي عام 496م، بقلعة ڤوندوم التابعة لمدينة أورليون، لعائلة نبيلة.
قبل سر المعمودية في طفولته عن يد “ريمي” أسقف رامس .
كان ليوناردو شديد التأثر بمعلمه الأسقف ريمي، مما سبب في تشكيل دعوته للتكريس، صار منذ شبابه رجل صلاة حقيقي، يعيش حياة عذبة مع إلهه، وقد كانت أولى المهمات التي أُسنِدَت إليه هي رعاية السجناء. فأحسن التعامل معهم روحياً ونفسياً.
كذلك إكتسب سمعة طيبة كـناسك وصانع معجزات شفاء، جعلت الفقراء والمرضى يأتون إليه من جميع أنحاء المملكة لنيل البركة ومعجزة الشفاء عن يديه.
أراد الملك، الذي كان سعيداً بالسمعة الطيبة لرجل الله ليوناردو، أن يحتفظ به ويكرمه بجعله مرافق روحي له، ليقيم في القصر الملكي ليكون له من يخدمه ويعيش حياة مُريحة بلا عناء، لكن الراهب المتواضع دائماً، أجاب أنه يفضل أن يعيش في بساطة ودون إكرامٍ أرضي،
كذلك شعر أن نوال سرّ الكهنوت قد يعطيه كرامةً أكبر، فبرغم استحقاقه له بعد الدراسة، لكنه لم يتقدم إليه، واكتفى فقط بأن يكون رجل صلاة، ومُبشِّر، حيث طلب إلى رئيس الدير أن يسمح له بالخروج لتبشير الوثنيين في مقاطعة ليموج الفرنسية، فسمح له .
خلال رحلاته التبشيرية، اكتشف ليوناردو جبلاً قريباً غنياً بالغابات ومناسب للعُزلة التامة. هناك بنىَ محبسة صغيرة من فروع الأشجار الساقطة.
وفرت له هذه الفترة ما يحتاجه من السلام الداخلي والهدوء، فقضى الوقت في الصلاة والتأمل في الطبيعة والكلمة، ولكن سرعان ما عرف طالبي رهبنة مكان الناسك ليوناردو، فحضرا إليه ليتعلما منه خبراته الروحية .
كما أصبحت شهرته بصلاحية إطلاق سراح المساجين التائبين تتم بشكل معجزي، فقد أصبح السُجناء ظُلماً والسُجناء التائبين يتشفعون بالراهب ليوناردو بنيّة إطلاق سراحهم.
إستقبل الأخ ليوناردو جميع هؤلاء بترحيب وباحترام، وصلّى معهم مُمجداً الله، ولبّىَ طلب عدد غير قليل منهم قرَّر تكريس حياته لله، والتتلمُذ عن يده، فأعطاهم بعد إذن الملك أماكن لبناء قليات للسكن، وأعطاهم الناسك القديس أدوار خدمية نحو الفقراء والمرضى، كذلك يخدمون في مكان الصلاة ويتعلمون التأمل في الطبيعة.
حوالي عام 559م، أثناء تواجده بمحبسته شعر بأنه مريض وعلم بالروح أنه شارف على الموت، فانتقل بشكل عجائبي إلى مكان الصلاة وهناك رقد بعطر القداسة عن عمر ناهز الثالثة والستين، بعد حياة ملئها الصلاة والتواضع والبشارة.
هو شفيع السجناء، وأسرى الحروب، والتائبين. فلتكن صلاته معنا.