القديس مبارك جوزيف لابري San Benedetto Giuseppe Labre- Pellegrino

١٦ إبريل ٢٠٢٥
إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني
ولد مبارك جوزيف يوم 26 مارس عام 1748م . في ابرشية بلونيا القديمة بفرنسا وهو الولد البكر بين 18 أخ واخت ، وكان عمه كاهن الرعية فرباه بالتقوى وعلمه اللغة اللاتينية ، وكان مبارك ينعكف على قراءة الكتب الروحية واستماع العظات ، وكان رحوماً على الفقراء مع كونه أفقر منهم وكان يقسم خبزه معهم.
أراد أن ينضم الى الرهبنة ولكن لم يقبل لأنه كان ابن ثماني عشرة سنة لا يستطيع التمسك بقوانينها الصعبة ، فاغتم مبارك لذلك والتزم أن يرجع ويواصل دروسه عند عمه الكاهن. وفى تلك الأيام جاء مرسلون لكى يكرزوا في تلك البلدة وتكلموا معه في شان الدخول في رهبنة الكرتوسيين ، فأحس في قلبه باتباع هذه الدعوة فانطلق إلى ذلك الدير ولم يستمر فيه أزيد من ستة أسابيع.
فرجع إلى ابيه وبدا يعيش حياة التقشف ، وكانت امه تتعجب لرويتها ابنها نائما على لوح من خشب ويعيش حياة التقشف . ولما بلغ العشرين من عمره انضم الى دير يدعى العيون السبع ولبس ثياب المبتدئين واختار اسم اربانس وكان يصوم دائما ويسهر طوال الليل للصلاة.
وفى تلك اليام اعتراه سقم بلغ به على أخر الأمر الى الخروج من الدير ، فخرج حزيناً فلم يعد يقدر أن برجع إلى ابيه فانطلق الى مدينة روما . فكتب هناك رسالة إلى أهله يخبرهم بالأوجاع التي قد اعترته وبخروجه من الدير .وكان يزور الأماكن المقدسة الموجودة في نابولي.
وقضى السنين الثلاث الآولى من سكناه في روما في مكان مظلم منفرد لم يكن أحد يعرف به ، وكان يقضي النهار في زيارة الكنائس للصلاة والليل ينام في الأخربة القديمة محتملاً البرد والجوع . فسببت تقشفاته المستمرة والمداومة على الركوع ورماً في نصف جسمه.
فتحنن عليه أحد الشرفاء وادخله في دار للفقراء ليعالجه من الجروح ، فكان يقوم في نصف الليل للصلاة ، وكان يذهب إلى كنيسة مريم العذراء سيدة الجبال ويجثو على لوح من بلاطها ويستمر مصلياً ومستمعاً القداس الإلهي وصلاة الفرض.
كان عريان الساقين وممنطق الحقوين بحبل ردئ وملتفاً بعباءة عتيقة مخزقة. وكان دائما يهان من أهل القرى وكان يغفر لهم دائما ، وصار قلبه يتفطر ولا سيما عندما كان يشاهد النفاق والكفر والتجاديف لا تزال تعظم وتتزايد.
وفى عام 1783م في الجمعة السابقة للآلام إذ لم يقدر أن يسند نفسه توكا على عكازه ومضى ليعترف مرة أخيرة عند معلمه وأب اعترافه مرقوني فتناول القربان المقدس ثم جثا ساجداً أمام مذبح العذراء مريم . وفى ذلك الأسبوع كان ينتظر في مدينة لوريتو حيث يوجد منزل العذراء مريم الذي نقل اليه من مدينة الناصرة.
وكان ينزل عند رجل سوري وكان يعرفه وكان يعرفه هناك كاهنان ملازمان لذلك البيت المقدس . كان قد تحققا من برارته وقداسته منذ السنين الأولى التي كان يأتي فيها الى لوريتو ويستمر هناك زماناً متعبداً ، فحفظا له حباً وواداً في قلبهما.
فتقدم اليه تاجر وكان يحبه وقال له يامبارك انى أرى أن مرضك يشتد ويجب علاجك ، فذهب مبارى الى بيته واضجع على سرير وقدموا له طعماً وكانت قواه تنحل شيئاً فشيئاً فدعوا كاهن البلد فاعطاه المسحة المقدسة.
فرقد في الرب بهدوء وسكون وكان يوم السادس عشر من شهر ابريل سنة 1783م . وكان عمره حينئذ خمسة وثلاثين سنة .
وأخيراً في ذلك الأسبوع كان الكاهنان وسورى يبنتظرون قدومه فقال سورى لامراته لا يبطى مبارك أن يأتي . أما ابنهما ولم يكن عمره سوى خمس سنين فأجابهما حالاً : لا يأبى مبارك قد مات وانه ذهب الى الفردوس . وكان أهالى مدينة روما كلها تهذ إذ ذاك بقداسة سيرته وحياته وموته. فلتكن صلاته معنا.