stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القديس يوحنا جوالبرتو- أباتي San Giovanni Gualberto- Abate

12views

١٢ يوليو ٢٠٢٥

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني

وُلد يوحنا جوالبرتو عام 999م بالقرب من مدينة فلورنسا لعائلة أرستقراطية ريفية نبيلة. تلقى تربية مسيحية على يد والدته، بينما كان والده عسكريًا أراد له أن يسير على نفس الطريق لحماية ممتلكات العائلة الواسعة. ولكن في شبابه، انجرف يوحنا وراء حياة اللهو والملذات مثل أقرانه، مبتعدًا عن الإيمان والروحانية. وكان حادث مقتل شقيقه نقطة تحول مأساوية في حياته، إذ أقسم على الانتقام، وظل يحمل في قلبه نار الثأر.

وفي يوم الجمعة العظيمة عام 1003، التقى يوحنا بقاتل شقيقه الذي سقط على ركبتيه طالبًا الغفران باسم المسيح. وبينما كان يوحنا قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ انتقامه، تذكّر أن هذا هو اليوم الذي مات فيه المسيح من أجل خطايا العالم. فتأثر بشدة، وغمد سيفه، وقال: “باسم يسوع المسيح المصلوب، أنا أغفر لك.” ثم دخل كنيسة قريبة وبدأ يصلي، وهناك شعر بدعوة إلهية لحياة جديدة مكرسة لله، كانت ثمرة غفرانه البطولي.

استجاب يوحنا لهذه الدعوة وانضم إلى الرهبنة البندكتية، ودخل دير سان ميناتو رغم رفض والده الشديد لذلك. ولكن سرعان ما صُدم من فساد بعض القيادات داخل الدير، بعدما علم أن رئيس الدير اشترى منصبه بالمال، ورأى تدخلات نبلاء وملوك في تعيين الكهنة والأساقفة. لم يحتمل هذا التواطؤ مع السيمونية (بيع المناصب الكنسية)، فقرر ترك الدير والبحث عن نمط حياة رهباني أكثر صدقًا وتجردًا.

انتقل يوحنا إلى دير كامالدولي، وهناك بدأ حياة نسكية صارمة تقوم على الصوم، التكفير، والتقشف. جذبت روحه المتقدة للإصلاح عددًا من الرهبان الذين انضموا إليه، فأسس جماعة جديدة تسعى للعودة إلى قواعد القديس بندكتس الأولى. وذاع صيته حتى أن البابا لاون التاسع جاء بنفسه إلى فالومبروسا ليقابله، وأُعجب بنقاوته وفكره الإصلاحي، فاعتمد الجماعة الجديدة وساعدها في محاربة الفساد الكنسي والانحرافات الرهبانية.

كرّس يوحنا جوالبرتو حياته لخدمة الفقراء والمرضى، وعاش بروح المحبة والتواضع. كتب إلى رهبانه يعلّمهم الحياة المشتركة والاتحاد في المحبة، فصار نموذجًا حيًا للراهب المصلح والقديس الحقيقي. توفي في 12 يوليو 1073 في دير باسينيانو، وأعلنه البابا سلستينو الثالث قديسًا عام 1139، ليبقى اسمه شاهدًا حيًا على الغفران الحقيقي والإصلاح الجذري في قلب الكنيسة. فلتكن صلاته معنا. آمين.