القراءات اليوميةبحسب الطقس الماروني ” 23 يونيو – حزيران 2020 “

الثلاثاء الرابع من زمن العنصرة
المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس 431
سفر أعمال الرسل 1a:8.60-51:7
قالَ إِسطِفانُس: «يَا قُسَاةَ ٱلرِّقَابِ ويَا غُلْفَ ٱلقُلُوبِ وٱلآذَان، إِنَّكُم فِي كُلِّ حِينٍ تُقَاوِمُونَ ٱلرُّوحَ ٱلقُدُس! كَمَا كَانَ آبَاؤُكُم كَذَلِكَ أَنْتُم!
فَأَيُّ وَاحِدٍ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُم؟ لَقَدْ قَتَلُوا حَتَّى ٱلَّذِينَ أَنْبَأُوا بِمَجِيءِ ٱلبَارّ، ذَاكَ ٱلَّذِي صِرْتُمُ ٱلآنَ لَهُ خَائِنِينَ وقَاتِلين.
يَا مَنِ ٱسْتَلَمتُمُ ٱلتَّوْرَاةَ بِأَمْرٍ مِنَ ٱلمَلائِكَة، ولَمْ تَحْفَظُوهَا!».
فَلَمَّا سَمِعَ أَعْضَاءُ ٱلمَجْلِسِ كَلامَ إِسْطِفَانُس، حَنِقُوا بِقُلُوبِهِم، وصَرَفُوا عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِم.
أَمَّا هُوَ فَتَفَرَّسَ في ٱلسَّمَاء، وهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، فَرَأَى مَجْدَ ٱلله، ويَسُوعَ واقِفًا عَنْ يَمِينِ ٱلله،
فَقَال: « هَا إِنِّي أَرَى ٱلسَّمَاوَاتِ مُنْفَتِحَة، وٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ واقِفًا عَنْ يَمِينِ ٱلله!».
فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيم، وسَدُّوا آذَانَهُم ووَثَبُوا عَلَيْهِ جَمِيعُهُم.
وأَخْرَجُوهُ إِلى خَارِجِ ٱلمَدِينَةِ وأَخَذُوا يَرْجُمُونَهُ. وخَلَعَ ٱلشُّهُودُ ثِيَابَهُم عِنْدَ قَدَمَي شَابٍّ يُدْعَى شَاوُل.
وأَخَذُوا يَرجُمُونَ إِسْطِفانُسَ وهُوَ يَدْعُو فَيَقُول: «أَيُّهَا ٱلرَّبُّ يَسُوع، تَقَبَّلْ رُوحِي!».
ثُمَّ جَثَا عَلى رُكْبَتَيْهِ وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم: «يَا رَبّ، لا تُقِمْ عَلَيْهِم هذِهِ ٱلخَطِيئَة!». قَالَ هذَا، ورَقَد.
وكَانَ شَاوُلُ مُوافِقًا على قَتْلِهِ.
إنجيل القدّيس متّى 10-6:18
قالَ الربُّ يَسوع: «مَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر.
أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ.
فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَّارِ الأَبَدِيَّة.
وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَّار.
أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.
التعليق الكتابي :
القدّيس ألبِرتُس الكبير (نحو 1200 – 1280)، راهب دومينيكانيّ
عظة بمناسبة عيد الملاك ميخائيل
« أَقولُ لَكُم إِنَّ مَلائِكَتَهُم في ٱلسَّمَوات، يُشاهِدونَ أَبَدًا وَجهَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات »
“إِيّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَدًا مِن هَؤُلاءِ ٱلصِّغار. أَقولُ لَكُم إِنَّ مَلائِكَتَهُم في ٱلسَّمَوات، يُشاهِدونَ أَبَدًا وَجهَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات”(مت 18: 10). بعباراته هذه، قالَ لنا الربّ يسوع المسيح ما معناه: كونوا متيقّظين واحرصوا على ألاّ تحتقروا البسطاء أو الفقراء أو الضعفاء. فبالنسبة إليّ، إنّهم أصحاب شأن كبير، لدرجة أنّني وضعتُ ملائكتي في خدمتهم كي أحفظَهم من كلّ سوء. وأيّ ملائكة! لا تظنّوا أنّه يمكن مقارنتهم بمساعدي الطهاة الذين يعملون في المطبخ. لا، إنّهم لا يقلّون شأنًا عن “الضبّاط” الموجودين في قصري الخاصّ لأنّهم “يُشاهِدونَ أَبَدًا وَجهَ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات”.
غير أنّ هؤلاء الملائكة يشاهدون وجه الآب لأسباب عدّة. السبب الأوّل يعود لكون الملائكة مُلزمين أن يقدّموا إلى الله أعمال الناس الصالحة. ولدينا مثال على ذلك في كلمات الملاك رافائيل إلى طوبيّا: “حينَ كُنتَ تُصَلِّي أَنتَ وسارة، كُنتُ أَنا أَرفعُ ذِكْرَ صَلاتِكُما إِلى حَضرَةِ مَجْدِ الرَّبّ” (طو 12: 12). ونقرأ أيضًا في سفر الرؤيا: “وجاءَ مَلاكٌ آخَر، فقامَ على المَذبَح ومعَه مِجمَرَةٌ مِن ذَهَب، فأُعطِيَ عُطورًا كَثيرَةً لِيُقَرِّبَها مع صَلَواتِ جَميعِ القِدِّيسينَ على المَذبَحِ الذَّهَبِ الَّذي أَمامَ العَرْش” (رؤ 8: 3). ولنَتنبَّه إلى أنّ المذبح هو قلب الإنسان المؤمن بالله بصدق. وأمام هذا المذبح، تقفُ الملائكة. والمجمرة هي مشاعر الغبطة التي بها تستقبلُ الملائكة أفكار الإنسان وصلواته وأقواله وأفعاله، قبل أن تُقرِّبَها مُشتعلةً بنار المحبّة على المذبح الذهبيّ الموجود أمام عرش الله. ثمّ ترتفعُ التقدمة إلى الابن الذي هو في قلب الآب. لذا، فإنّه لمن الجيّد أن يكون لدينا دائمًا بعضًا من الصالحات لنَضعَها في مجمرة الملائكة.