stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 18 مايو – أيار 2021 “

316views

الثلاثاء السابع من زمن القيامة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 24-17:4

يا إِخْوَتي، أَسْتَحْلِفُكُم بِالرَّبّ، أَلاَّ تَسْلُكُوا في مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ الوَثَنِيُّونَ بِبَاطِلِ رَأْيِهِم،
قَابِعِينَ في ظَلامِ تَفْكِيرِهِم، مُتَغَرِّبِينَ عَنْ حيَاةِ الله، بِسَبَبِ الجَهْلِ الكَامِنِ فِيهِم مِن جَرَّاءِ تَصَلُّبِ قُلُوبِهِم!
هُمُ الَّذِينَ فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة.
أَمَّا أَنْتُم فَمَا هكَذَا تَعَلَّمْتُمُ المَسِيح،
إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُمُوه، وتَلَقَّيْتُم في شأْنِهِ تَعْلِيمًا مُطَابِقًا لِلحَقِيقَةِ الَّتي هِيَ في يَسُوع،
فَنَبَذْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ الَّذي أَفْسَدَتْهُ الشَّهَوَاتُ الخَدَّاعَة، في سِيرَتِكُمُ الأُولَى،
وتَجَدَّدْتُم في أَذْهَانِكُم تَجَدُّدًا رُوحِيًّا،
وَلَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الجَدِيدَ الَّذي خُلِقَ على مِثَالِ الله، في البِرِّ وقَدَاسَةِ الحَقّ.

إنجيل القدّيس يوحنّا 30-26:12

قالَ الَرَبُّ يَسُوع : «مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.
نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!
يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».
وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

التعليق الكتابي :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
عظة بتاريخ 20/03/2008، خلال قدّاس الغسل

« يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة »

في روايته عن غسل الرّب يسوع أرجل تلاميذه، استعمل القديس يوحنَّا تعابير احتفالية أقرب ما تكون إلى الليتورجيّة إذ قال: “قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إِلى أَقْصى حُدودِه.”(يو 13: 1)

لقد أتت “ساعة” الرّب يسوع، التي كان يعمل لها منذ البدء. ما يميز مضمون هذه الساعة، يشرحه القديس يوحنَّا بكلمتين: الانتقال (metabainein, metabasis) والمحبة (agape). والكلمتان تشرحان في آن فصح الرّب يسوع: الصليب والقيامة، الصلب كارتفاع، كـ “انتقال” الى مجد الله، وكـ “عبور” من العالم الى الآب.

إن الرّب يسوع لم يأت لزيارة قصيرة الى العالم، ليعود بعدها بكل بساطة الى الآب. إن الانتقال هو تحول. فهو يحمل معه جسده وكونه إنسان. بوهبه ذاته على الصليب، ذاب وتحوّل في صيرورة جديدة، حيث هو دائمًا مع الآب وفي الوقت عينه مع البشر. الانتقال يُحوِّل الصليب من رمزٍ القتل إلى عمل عطاء “وحُبٍّ… إِلى أَقْصى حُدودِه”. ومن خلال عبارة “إِلى أَقْصى حُدودِه” يستبق القدّيس يوحنا آخر كلمة قالها الرّب يسوع على الصليب: ” تَمَّ كُلُّ شَيء”. (يو 19: 30)

من خلال محبّته، يصبح الصليب تحولاً للإنسان ليكون شريكًا في مجد الله. وهو بهذا التحول يشركنا جميعًا، ويجتذبنا داخل قوة محبته المحولة، لدرجة أن حياتنا تصبح فيه “عبورًا” وتحولاً. وهكذا ننال الخلاص – بمشاركتنا في محبته اللامتناهية، وهي حالة نسعى إلينا بكل وجودنا.