القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 4 أبريل – نيسان 2020 “
السبت الخامس من الزمن الأربعينيّ
تذكار إختياريّ للقدّيس إيسيدورس، الأسقف ومعلّم الكنيسة
سفر حزقيال 27-25d.24-23:37
هكذا قال السَّيِّدُ الرَّب: «لا يَتَنَجَّسُ بنو يَعقوبَ من بَعدُ بِأَصنامِهم، وبأَرجاسِهم وجَمِيعِ مَعاصيهم، وأُخَلِّصهم مِن جَميعِ مساكِنهم، الَّتي خَطِئوا فيها وأُطَهرهم، فيَكونونَ لي شَعبًا وأَكونُ لَهم إِلهًا،
وعَبْدي داوُدُ يَكونُ مَلِكًا عليهم، وراعٍ واحِدٌ يكونُ لجميعِهم، ويسلُكونَ في أَحكامي، وَيَحفَظونَ رسومي، ويَعمَلونَ بها.
وداوُدُ عَبْدي يَكونُ رَئيسًا لَهم إلى الأَبَد.
وَأَبِتُّ لَهم عَهدَ سَلام. عَهدٌ أَبَدِيّ يَكونُ معَهم، وَأُؤَسِّسُهُم وأُكَثِّرُهم وأَجعَلُ مَقدِسي في وَسطِهم إِلى الأَبَد.
ويَكون مَسكِني معهم وأَكونُ لَهم إِلهًا ويَكونونَ لي شَعبًا».
سفر إرميا 13.12ab-11.10:31
إِسمَعوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ، أَيُّها ٱلأُمَم
وَأَخبِروا في ٱلجَزائِرِ ٱلبَعيدَة
وقولوا: «أَلَّذي فَرَّقَ اسرائيل يَجمَعُهُ
وَيَحفَظُهُ كَما يَحفَظُ ٱلراعي قَطيعَهُ»
إِنَّ ٱلرَّبَّ قَد ٱفتَدى يَعقوب
وَٱفتَكَّهُ مِن يَدِ مَن هوَ أَقوى مِنه
فيَأْتونَ وَيُرَنِّمونَ في عَلاءِ ٱلمَدينَة
وَيَجرونَ إِلى طَيِّباتِ ٱلله
حينَئِذٍ تَفرَحُ ٱلعَذراءُ في المَراقِصِ
وَٱلشُّبّانُ وَٱلشُّيوخُ مَعا
وأُحَوِّلُ نَوحَهُم إِلى طَرَب
وَأُعَزّيهِم وَأُفَرِّحُهُم مِن حُزنِهِم
إنجيل القدّيس يوحنّا 57-45:11
في ذلك الزَّمان: اّمَنَ بِيَسوعَ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ الذينَ جاؤوا إِلى مَريَم ورَأَوا ما صَنَع
على أَنَّ أُناسًا مِنهم مَضَوا إِلى الفِرِّيسيِّينَ فَأَخبَروهم بِما صَنَعَ يسوع.
فعقَدَ الأَحبارُ و الفِرِّيسيُّونَ مَجلِسًا وقالوا: «ماذا نَعمَل؟ فإِنَّ هذا الرَّجُلَ يَأتي بِآياتٍ كثيرة
فإذا تَركْناهُ وشَأنَه آمَنوا بِه جَميعًا، فيأتي الرُّومانِيُّونَ فيُدَمِّرونَ حَرَمَنا واُمَّتَنا».
فقالَ أَحَدُهم قَيافا، وكانَ في تِلكَ السَّنَةِ عَظيمُ الأَحبارِ: «أَنتُم لا تُدرِكونَ شَيئاً
ولا تَفطُنونَ أَنَّه خَيرٌ لكُم أَن يَموتَ رَجُلٌ واحدٌ عَنِ الشَّعْب ولا تَهلِكَ الأُمَّةُ بِأَسرِها».
ولَم يَقُلْ هذا الكَلامَ مِن عِندِه، بَل قالَه لأَنَّه عظَيمُ الأَحبارِ في تِلكَ السَّنَة، فَتَنَبَّأَ أَنَّ يسوعَ سيَموتُ عَنِ الأُمَّة،
ولَيسَ عنِ الأُمَّةِ فَحَسبُ، بَل لِيَجمَعَ في الوَحدَةِ شَمْلَ أَبناءِ اللهِ أَيضاً.
فعَزَموا مُنذُ ذلك اليَومِ على قَتْلِه
فكَفَّ يسوعُ عنِ الجَوَلانِ بَينَ اليَهودِ عَلانِيََّةً، فذهَبَ مِن هُناكَ إِلى النَّاحِيَةِ المُتاخِمَةِ لِلبَرِّيَّة إِلى مَدينةٍ يُقالُ لَها أَفرامُ، فأَقامَ فيها معَ تَلاميذِه.
وكانَ قدِ اقتَربَ فِصحُ اليَهود، فصَعِدَ خَلْقٌ كَثيرٌ مِن القُرى إِلى أُورَشَليمَ قَبلَ الفِصْحِ لِيَطَّهِروا
وكانوا يَبحَثونَ عن يسوع، فيَقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ وهُم قائمونَ في الهَيكلَ: «ما رَأيُكم: أُتُراه لا يَأتي إِلى العيد؟»
وكانَ الأَحبارُ والفِرِّيسِيُّونَ قد أَمَروا، بِأَن يُخبِرَ عَنهُ كُلُّ مَن يَعلَمُ أَينَ هو، لِكَي يُمسِكوه.
التعليق الكتابي :
القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
عظة عن نشيد الأناشيد
« خَيرٌ لكُم أَن يَموتَ رَجُلٌ واحدٌ عَنِ الشَّعْب ولا تَهلِكَ الأُمَّةُ بِأَسرِها »
بهدف تبرئة المجموعة، واحد سمح بأن تشوّه سمعته… فقد قال الكتاب: “خَيرٌ لكُم أَن يَموتَ رَجُلٌ واحدٌ عَنِ الشَّعْب ولا تَهلِكَ الأُمَّةُ بِأَسرِها” (يو11: 50). خير أن يأخذ واحد جسدًا “يُشْبِهُ جَسَدنا الخاطِئ” (رو 8: 3)، وألاّ يبقى الجنس البشري كلّه محكومًا بسبب الخطيئة. إنّ بهاء الجوهر الإلهي ينحجب إذًا في شكل عبد، ليخلّص الحياة من العبوديّة. إنّ نور الحياة الأزلية يُظلِم في الجسد لينقّيه. لكي ينير بني البشر، كان على “أَجمَل بني آدم” (مز45[44]: 3) أن يحتجب في آلامه، ويقبل عار الصليب. منهك في الموت، فقد كلّ جماله ومجده لكي يحصل على عروسته “فيَزُفَّها إِلى نَفْسِه كَنيسةً سَنِيَّة لا دَنَسَ فيها ولا تَغَضُّنَ ولا ما أَشْبهَ ذلِك، بل مُقدَّسةٌ بِلا عَيب” (أف 5: 27).
لكن تحت هذه الخيمة السوداء (نش 1: 5)… أعرف الملك… أعرفه وأعانقه. أرى مجده الذي في الداخل؛ أكشف نور ألوهيّته، وجمال قوّته، وبهاء نعمته، ونقاوة براءته. يغطّيه لون الضعف الإنساني البائس؛ بدا وجهه محتجبًا ومنهكًا، ولكي يشبهنا، عانى مثلنا، لكنّه لم يرتكب أي خطيئة.
أعرف أيضًا شكل طبيعتنا الفاسدة، وأعرف ثياب الجلد هذه، ثياب الآباء الأوّلين (راجع تك 3: 21). لقد لبسها إلهي، “وتَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر” (في2: 7)، ولبس مثلهم. تحت جلد المعز هذا، علامة الخطيئة، التي كسا بها يعقوب جسمه (راجع تك 27: 16)، أعرف اليد التي لم ترتكب أي خطيئة، والعنق الذي لم يَنحنِ تحت وطأة الشرّ. أعرف، أيّها الربّ، أنّك بطبيعتك عذب، ومتواضع القلب، ورائع، وهادئ ومبتسم (راجع مت 11: 29)، أنت الذي “مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيتِ الاِبتِهاجِ دونَ أَصْحابِكَ”. (مز45 [44]: 8). من أين يأتيك إذًا هذا الشبه القاسي بعيسو، هذا الظهور المخيف للخطيئة؟ آه! إنّها خطيئتي!… أعرف خلاصي، وتحت وجهي أرى إلهي ومخلّصي.